مؤتمر صحافي مشترك للملك حسين ووزير الخارجية الأميركي، جيمس بيكر، يتطرقان فيه إلى مشاركة الأردن في مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط، عمّان، 14/5/1991
Full text: 

سؤال: صاحب الجلالة أخبرنا وزير الخارجية أن سوريا لن تحضر مؤتمراً للسلام إلا إذا كان للأمم المتحدة دور أساسي وواضح وأن يكون للمؤتمر صفة الاستمرارية.. فهل هذا هو موقف الأردن أيضاً؟

جواب: لم تتح لنا فرصة لبحث الموضوع بتفصيل كبير مع الأخوة السوريين للاطلاع على موقفهم من ذلك ولكن أعتقد أن الجميع ملتزمون بقضية السلام وسيدركون أهمية التحرك بسرعة ممكنة وأعتقد في النهاية أنه في التحليل النهائي عندما يتحقق السلام بمشيئة الله فإن الأمر سينتهي بضمانات مجلس الأمن  وبمباركة المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة.

ولا أستطيع الخوض في التفاصيل كافة في هذه المرحلة ولكننا نأمل أن تسنح لنا فرص لمناقشة الموضوعات مع الأخوة السوريين ومع الجميع وآمل أن يكون الجميع هناك لتقديم مساهمتهم من أجل السلام.سؤال: ما هو موقف الأردن تجاه مشاركة الأمم المتحدة واستمرارية المؤتمر؟

جواب: بالتأكيد نشعر بقوة بأنه عندما تبدأ العملية فلا نستطيع الرجوع عنها وإذا فعلنا ذلك لأي سبب فعندها على الجانب المسؤول عن ذلك تحمل مسؤولية تاريخية لإعاقة حل لمشكلة أثرت على العديد من الناس ولفترة طويلة وببساطة لا يمكنني الانتظار أكثر من ذلك.

أما بالنسبة لدور الأمم المتحدة فنحن نتحدث عن قراري 242 و338 وأنا واثق بأن الأمم المتحدة ستكون هناك في كافة المراحل بما فيها المرحلة الأخيرة لأن قرار 242 ينتهي بضمانات ومباركة مجلس الأمن والعالم على حد سواء.

سؤال: من الواضح أن وزير الخارجية لم يمض وقتاً في سوريا كما هو الحال في التحدث إلى جلالتكم، فهل سيشترك الأردن بمؤتمر السلام مع الفلسطينيين والإسرائيليين إذا بقيت سوريا خارج المؤتمر؟

جواب: آمل شخصياً أن لا تبقى سوريا خارج المؤتمر وآمل أن تشارك جميع الأطراف المعنية ليس فقط بالنسبة للدول العربية المجاورة لإسرائيل وإنما بالنسبة للفلسطينيين فالقضية الفلسطينية تعتبر السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة وأعتقد بأنهم عانوا ما فيه الكفاية ولقد عانوا لفترة طويلة في كل مكان ولقد آن الأوان أن تعالج مشكلتهم وعدا ذلك هنالك عدة عوامل أخرى مثل اهتمام العالم بأسره كما ترون الآن بدليل وجود وزير الخارجية بيكر للمرة الثانية في الأردن خلال مدة قصيرة إضافة إلى زيارات العديد من الشخصيات المهمة الأخرى في هذا العالم لهذه المنطقة إضافة إلى ذلك لدينا الصورة الأوسع عندما تشارك دول مجلس التعاون الخليجي في المؤتمر.

سؤال: أريد أن أسأل جلالتكم والسيد بيكر. إن إسرائيل ترفض التفاوض حول دور الأمم المتحدة ودور سوريا ودور منظمة التحرير الفلسطينية إذن ما هي طبيعة زيارة السيد بيكر وما نوع الأسلوب الممكن ممارسته على إسرائيل بهدف تطبيق ما يجري؟

أجاب جلالته قائلاً: إن السؤال الأول الذي وجّه إليّ هل نحن مستعدون للسلام.. نعم نحن ملتزمون تماماً بالسلام.. ولقد أجرينا محادثات بناءة ومكثفة للآن وأعتقد أنه تم تغطية الكثير وآمل الاستمرار في معالجة ما بقي وهو كثير وأنا لا أقلل من أهمية ذلك ولكن ذلك سيحدث في المستقبل.

وفي مداخلة أثناء إجابة جلالته على السؤال أجاب السيد بيكر قائلاً: وأنا سأجيب على هذا السؤال أيضاً لأنك وجهته إلى كلينا ولكن دعني أقول إن تفهمي لموقف أن جميع الأطراف التي أجرينا معها مناقشات اتفقت بشكل أساسي على حضور مؤتمر ترعاه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي لمفاوضات مباشرة بين إسرائيل والدول المجاورة لها ولمفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين والمفاوضات الأخيرة كونها من أجل تحقيق تسوية شاملة مبنية على قراري 242 و338 وأعتقد أنه يجب علينا أن لا نفقد حقيقة هذا الجانب إن كافة الأطراف وافقت على هذه الشروط المحددة بنصوصها.

سؤال: هل وافق الأردن على حضور المؤتمر والجلوس والمناقشة كما وصف ذلك الوزير بيكر هل يمكن أن تقول هذه الكلمات؟

جواب: يمكنني فقط القول إنّا لم نرحب بالوزير بيكر لإضاعة وقته فقط ووقتنا لقد تحدثنا بالجوهر وأعتقد أن الوضع سيصبح أكثر وضوحاً في المستقبل.

وفي مداخلة أخرى للسيد بيكر قال.. دعني أوضح لك أن السؤال المتبقي يتعلق باحتمال دور للأمم المتحدة وما أقوله حقاً إنه لا مجال للنقاش حول رعاية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي للمؤتمر والأطر المرجعية التي اتفق عليها الجميع ومسألة المفاوضات المباشرة والتي اتفق عليها كل من العرب والإسرائيليين وكذلك الفلسطينيون.

ورداً على سؤال موجه للسيد بيكر حول طبيعة المشاكل القائمة ما بين الأردن وإسرائيل قال بأنني سأدع جلالة الملك يتحدث عن الموقف من ذلك.

وأجاب جلالته قائلاً: أعتقد أن الأردن كان معنياً أكثر بالبعد الفلسطيني للمشكلة وتاريخياً كان معنياً أكثر من أي طرف آخر فيما يتعلق بالحاضر والماضي وربما المستقبل.. ومن الواضح أنه يجب معالجة ذلك البعد وهو مهم جداً لنا وأن إحساسنا بالمسؤولية تجاه إخوتنا الفلسطينيين سواء في الأراضي المحتلة أو في أي مكان آخر هي مسؤولية تلقي علينا الافتراض بأن هذه الفرصة للسلام ربما تكون الأخيرة خلال فترة طويلة قادمة لمعالجة هذه المشكلة.

وكما أوضحت سابقاً فإنه إذا ما توجه لنا إخواننا الفلسطينيون فإننا سننظر في ذلك وفي إمكانية وفد مشترك إذا كان ذلك هو المسار الوحيد لتسهيل تقدم سريع نحو الحل.. وهذا ما لم يحدث حتى الآن ولننتظر لرؤية ما يحدث.

واختتم جلالته حديثه بالقول إنه فيما يتعلق بالفلسطينيين فنحن نتحدث عنهم جميعاً سواء أولئك الموجودون في الداخل أو في الخارج.

 

المصدر: "الشعب" (عمّان)، 15/5/1991.