Saad Eddin,The Boycott, Divestment and Sanctions Movement against Israel (BDS): A Study in Pathways, Values and Impact
Reviewed Book
Full text: 

حركة مقاطعة إسرائيل BDS: بحث في الطرق والقيم والتأثير

عمرو سعد الدين

بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2020. 383 صفحة.

 

لم يكن وضع القضية الفلسطينية حرجاً أكثر ممّا هو عليه اليوم: تسارع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي؛ انقسام فلسطيني؛ استبداد السلطة الفلسطينية؛ ضعف أو استبداد أو انهيار الدول المجاورة لفلسطين؛ تعب دولي من صراع استمر أكثر من ثلاثة أرباع قرن؛ تطبيع عربي مع الكيان الصهيوني؛ انخفاض جذوة النضال الشعبي (في الأراضي الفلسطينية، وفي الدول العربية)، على الرغم من وجود أشكال مقاومة رائعة، وخصوصاً في غزة.

في ظل هذه المناخات المحبطة، تمثل "حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها" (BDS) أحد أهم أشكال النضال الفلسطيني ضد واحد من أعتى الأنظمة الاستعمارية ذات الطبيعة الاستيطانية والممتدة منذ سنة 1948 حتى يومنا هذا. ومن هنا تكمن أهمية وراهنية كتاب الباحث في العلوم السياسية والاجتماعية، عمرو سعد الدين: "حركة مقاطعة إسرائيل BDS: بحث في الطرق والقيم والتأثير"، وهو في الأصل أطروحة دكتوراه ناقشها المؤلف في سنة 2016 قبل تحديثها عبر إضافة كثير من البيانات والمقابلات الجديدة، متابعة لتطور حركة مقاطعة إسرائيل حتى صدور الكتاب.

إذاً، هي دراسة عميقة ومتقنة بحثاً (ميدانياً ونظرياً) وتمحيصاً لحركة بهذه الأهمية. ففي خمسة فصول، يجول بنا سعد الدين على عدة مواقع جغرافية، متناولاً ببراعة علاقة هذه الحركة بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة في تلك المواقع، وبالنضالات الفلسطينية والعربية والعالمية المتنوعة، فضلاً عن علاقة الحركة بإسرائيليين مناهضين للصهيونية.

عمل سعد الدين على موضعة حركة مقاطعة إسرائيل ضمن نظريات الحركات الاجتماعية التي تخطت الحدود الوطنية بصفتها حركة تضامن عالمية، مستخدماً كثيراً من النظريات الغربية (مارغريت كيك؛ كاثرين سيكنيك؛ سيدني تارو)، والعربية والشرق الأوسطية (رباب المهدي؛ آصف بيات؛ حنا بطاطو؛ وغيرهم). ودرس في بحثه هذا الـ BDS سوسيولوجياً باعتبارها حركة طبقة وسطى متعلمة اختارت الشكل السلمي من المقاومة مستفيدة من رأس مالها الاجتماعي والرمزي والثقافي، كما درس نشأتها التاريخية في سياقها الفلسطيني وطريقها أولاً إلى أوروبا قبل الانتقال إلى الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية، فضلاً عن وجود أعضاء مؤسسين لهذه الحركة من يهود داخل إسرائيل.

يُعتبر هذا الكتاب وثيقة مهمة مونوغرافية وتحليلية لنشاطات حركة BDS، في كل من بريطانيا، وبلجيكا، والولايات المتحدة، والأردن، وتونس، ولبنان، وهو يبيّن أهمية الحركة الاستراتيجية في فضح ممارسات إسرائيل الاستعمارية الاستيطانية، وفي الدعوة إلى عزلها ومقاطعتها اقتصادياً وأكاديمياً وثقافياً وسياسياً، الأمر الذي دفع بالحكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلى الاعتراف بتأثيرها، واعتبارها خطراً يهدد وجود إسرائيل وأمنها، وخصوصاً من خلال العمل على تجريمها على المستوى الدولي. وللأسف، فإن بعض الدول الغربية (ألمانيا؛ فرنسا؛ المملكة المتحدة؛ الولايات المتحدة)، يعمد في المقابل إلى تجريم الحركة وليس إسرائيل.

وإذا اعتبرنا أن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل بدأت فعلياً، ولو بطريقة غير منظمة، خلال الانتفاضة الأولى، فإن المنظمات الأهلية والدولية المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة ضد العنصرية في دوربان (جنوب أفريقيا) في سنة 2001 كان لها دور حاسم في التنظير للمقاطعة، باعتبار أن المشروع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي ذو طبيعة فصل عنصري (أبارتهايد). وكنت وقتها واحداً ممّن نظّر لذلك بصفتي مديراً للمركز الفلسطيني للاجئين والشتات / "شمل" (رام الله)، وعضو لجنة التحضير للمؤتمر. وقد عاقبت مؤسسة فورد لاحقاً مركز "شمل" بوقف تمويله بسبب دوره في مؤتمر دوربان، إذ جرى آنذاك نقاش طويل فيما إذا كان التوصيف الأمثل للصراع العربي - الإسرائيلي هو الأبارتهايد (Hanafi 2001)، ونتيجة ذلك، صدر إعلان عن أكثر من 3000 جمعية أهلية ودولية لتشكيل حركة عالمية لمقاطعة إسرائيل. كما أن سعد الدين يشير إلى أن قرار محكمة العدل الدولية في سنة 2004، والذي قضى بعدم قانونية جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، أعطى دعماً كبيراً لانطلاقة حركة مقاطعة إسرائيل.

يميز سعد الدين بوضوح بين فروع (أو أخوات، إذ إن الاسم سيتغير بحسب البلد) هذه الحركة التي تأخذ بعين الاعتبار السياق في كل بلد لتقدير شكل المقاطعة ومداها، إذ بينما تتشارك هذه المنظمات الوطنية في مقاطعة المؤسسات والشركات الإسرائيلية اقتصادياً وأكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وهذا هو باختصار موقف الحركة العالمية BDS في كل من أميركا وأوروبا، فإن الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل "باكبي" (PACBI) التي تأسست في سنة 2004، أضافت مقاطعة الأفراد الإسرائيليين، لكنها استثنت "أي أكاديميين ومثقفين إسرائيليين ذوي ضمائر حيّة يعارضون سياسات دولتهم الاستعمارية العنصرية" (ص 165). أمّا في بعض الدول العربية كلبنان، فإن المقاطعة كلية (مؤسسات وأفراد)، وتكاد تكون من دون أي استثناء.

ولعل أهم مساهمة لسعد الدين في هذا الكتاب هو إظهار أهمية هذه الحركة في التأثير في المجتمع، وحتى في القرارات السياسية (مثلاً، التحركات الأردنية لمقاطعة الغاز الإسرائيلي، وقانون مناهضة التطبيع في تونس)، لكن ليس من دون إشكالات ناتجة من مفهوم حدود المقاطعة وكيفية تطبيقها، وخصوصاً في الأراضي الفلسطينية والدول العربية.

لقد أصبح نقد هذا النوع من المقاطعة ملحّاً بعدما استحال بعض نشاطات الداعين إلى المقاطعة إلى عمل بوليسي مقيِّد للحريات الفكرية والثقافية، و"هيئة للأمر بالمقاطعة والنهي عن التطبيع"، بحسب تعبير سعد الدين.

وهناك أمثلة كثيرة للدعوة إلى مقاطعة نشاطات ليس لديها النية في التطبيع مع الكيان الصهيوني، كأن تجري الاستعانة بممثلين إسرائيليين يتحدثون بالعبرية في فيلم فلسطيني يدين الاحتلال (فيلم مؤيد عليان: "التقارير حول سارة وسليم")، أو أن يتلقّى مخرج فلسطيني من داخل الخط الأخضر مساعدة صغيرة من هيئة السينما الإسرائيلية (مُنع عرض فيلم إيليا سليمان في بيروت)، أو أن تُمنع الصحافية الإسرائيلية المناصرة للشعب الفلسطيني عميرة هاس من دخول جامعة بيرزيت.

سأتوقف هنا عند بعض الإشكالات لأدعم تحليل سعد الدين وأدفعه إلى الأمام بمقاربة أخلاقية، من خلال أربع نقاط أستكملها بمقاربة استراتيجية، فأتناول المقاطعة باعتبارها معضلات أخلاقية تتجاوز التبسيط القانوني:

أولاً، يجب التفريق بين حرية التعبير والحرية الأكاديمية. فالأولى تكاد تكون مطلقة (طبعاً من دون تحريض ضد أقلية إثنية أو دينية)، أمّا الثانية فتخضع لمفهوم المسؤولية، أي إذا كنتُ صحافياً، أو أستاذاً، أو باحثاً، أو كاتباً، أو فناناً، فإنه يتعين عليّ أن أفكر في مسؤوليتي الاجتماعية ونزاهتي الفكرية. فالكلمة كالسيف يمكن أن تقتل. ومن هنا يجب الانتباه لكل تبعات استخدام الحرية الأكاديمية بشكل تحريضي أو تجييشي ضد مجموعة عرقية أو إثنية أو دينية، أو عرض القضايا برؤية أحادية لا تعترف بالرأي الآخر، أو خلق معضلات أخلاقية أو سياسية. فالمسؤولية الاجتماعية للأكاديمي أو الفنان هي النقد، أي نقد السلطات كلها، أكانت استعمارية أم استبدادية أم سلطة مهيمنة على فئة مجتمعية سياسية أو أيديولوجية أو دينية، لكن أيضاً مع تمكين الحوار مع تلك السلطات التي ننتقدها. بكلام آخر، إن محاولة منع شخص من استخدام المنبر الأكاديمي أو الإعلامي للتعبير عن موقف ما (ضمن الشروط المذكورة آنفاً) هو أسلوب مكارثي ضد حرية التعبير والحرية الأكاديمية. والأكاديمي، كأي إنسان، هو شخص ذو استقلال أخلاقي، ويصوغ تبريرات مواقفه مثلما يرغب، وبالتالي فإنه يمثل نفسه، إلّا إذا كان عميداً أو رئيس جامعة أو متكلماً باسم جامعة ما.

ثانياً، لا يمكن تطبيق القيم الأخلاقية (الصدق؛ الأمانة؛ الشجاعة؛ إغاثة الملهوف؛ الصبر؛ إلخ) من دون أن تدخل هذه القيم في تنافس، أو في صراع فيما بينها. ولذا فالأخلاق ليست استعراض قيم، وإنما تناول معضلات أخلاقية، مثلاً، عندما يتناقض الحقّ في الحياة والحرية في سياق الإخضاع والحكم الاستعماري، ولو مرحلياً، مع حريات أُخرى بما فيها الحرية الأكاديمية. ومن دون أي مناقشة في الأمر، فإننا نكتفي بالقول إن هناك قواعد أو قوانين صارمة غالباً ما يؤدي تطبيقها إلى تخوين طرف ما ولو كان فعله أخلاقياً، أي ليس له النية في التطبيع مع الكيان الصهيوني ومشروعه الاستعماري. وهذه القواعد والقوانين غالباً ما تريح النفس إذ لا داعي للتفكير (فهناك مَن يفكر عنا!)، لكنها ربما تجعلنا نقع في إشكالات ومفارقات والاكتفاء بسياسات حيوية (bio-politics) هي السياسات التي ننتقدها عندما تقوم الدول الاستعمارية والاستبدادية باستخدامها. ومن هذه الإشكالات التي يقع فيها بعض ناشطي المقاطعة (وخصوصاً في الدول العربية)، هناك مقاطعة كل مَن لديه جنسية إسرائيلية، حتى لو كان عربياً أو معادياً للمشروع الاستعماري الاستيطاني، بذريعة أن المعادين يُعدّون على أصابع اليد الواحدة، أو مقاطعة المشاركة في مؤتمر علمي دولي أو ندوة ممولة من طرف غير إسرائيلي لوجود إسرائيلي أكاديمي فيها. وفي هذا الإطار، يستدعي سعد الدين ما ذكره الجغرافي والناشط الفلسطيني، نظمي الجعبة، في دفاعه عن حق العرب في أن يزوروا الأماكن المقدسة في فلسطين، ويفرّق ذلك عن زيارة وفد بحريني (مثلاً) هدفه عقد صفقات تجارية مع إسرائيليين. فالزيارة في الحالة الأولى، وفق سعد الدين، ليست تطبيعاً، وهذا بخلاف الثانية.

ثالثاً، يظن كثير من الناشطين العرب أن قيمة الفعل السياسي تتعزز براديكاليته، وذلك على غرار النقد. وأنا أدعو هنا، مثلما دعا الفيلسوف التونسي منير الكشو (Mounir Kchaou)، إلى فعل سياسي ونقد مسؤول مربوط بسياقه الزمكاني (situated criticism)، فأي فعل سياسي ونقد قد يؤججان الصراع إذا كانا لا يفسحان في المجال للقاء مع الآخر والحوار معه ومعرفته. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال عدم استخدام جميع الأفعال الممكنة السياسية والمقاوِمة، حتى العسكرية منها، ضد المحتل والمستعمر والمستوطن، غير أن كل سياسة تتطلب أن ننظر إلى الآخر وجهاً لوجه من أجل أنسنته أولاً، ثم النقاش والحوار معه. لكن هل يمكن أن يتم ذلك من دون لقاءات فردية؟ وهل يمكن ذلك من دون ترجمة؟ وهل ترجمة روايات الياس خوري، مثلاً، إلى العبرية هي فعل تطبيع؟ وهل نشر فلسطيني من أراضي 48 ورقة بحثية مع زميل إسرائيلي يهودي هو تطبيع؟ أو أن صمود هذا الفلسطيني في دولة عنصرية هو فعل مقاومة للمشروع الصهيوني الاستعماري؟

رابعاً، يمكن اختزال معيار المحاكمة الأخلاقية بنقطتين: الأولى هي الاتساق، إذ لا يمكن للناشط في مقاطعة إسرائيل والباحث عن عدالة القضية الفلسطينية، أن يغضّ الطرف عن عدالة المطلب الديمقراطي لدى الشعوب العربية. فمثلاً لا يمكن لناشط في مقاطعة إسرائيل أن يدافع عن استبداد ودموية النظام السوري، أو المصري، أو اليمني، أو البحريني، من دون أن يقع في تناقض بين مقاطعة استبداد وتأييد استبداد آخر. وفي هذا السياق يبيّن سعد الدين بوضوح ضعف تفاعل حركة المقاطعة مع الانتفاضات العربية (ص 257 - 259). والنقطة الثانية هي أن أي تبرير لفعل أخلاقي في المجال العام يجب ألّا يكون استبدادياً، وقد أوضحت ذلك الفيلسوفة الإيرلندية ميف كوك (حنفي وطعمة 2020).

خامساً، هذه النقطة هي ذات بعد استراتيجي، أكثر منه أخلاقي. فهل نجاح فعل المقاطعة في جنوب أفريقيا ناتج من فعل السود الأفارقة بمفردهم، أم إنه كان بالتعاون مع البيض هناك؟ إذ لا يمكن لحركة ضد العنصرية والفصل العنصري استخدام منطق الفصل نفسه. لقد ازدهرت عضوية المؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) بوجود مناضلين بيض مناهضين للأبارتهايد، كما أن نضال الشعب الفلسطيني ضد المشروع الاستعماري، في لحظته الجنوب أفريقية، لم ولن يكون من دون الحضور اليهودي العالمي والإسرائيلي في هذا النضال وفي حركة المقاطعة.

هنا يوضح سعد الدين بمهارة عدم هامشية هذا الحضور في المقاطعة، وعدم صحة الادعاء القائل إن الإسرائيليين اليهود غير الصهيونيين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، بل هو يؤكد بكثير من التفصيل، في الفصل الثالث من الكتاب، الدور الرئيسي لهؤلاء في تأسيس حركة المقاطعة. فاليهود والإسرائيليون غير الصهيونيين يؤدون دوراً في مساعدة الفلسطينيين في معركتهم في دول الشمال الكوني ضد محاولة اللوبيات الصهيونية إلصاق تهمة معاداة السامية بالرواية الفلسطينية التاريخية وبحركة المقاطعة.

إذاً، التطبيع، أو ما سمّاه الياس خوري (خوري 2020) بحقّ، التتبيع، هو عملية أعقد كثيراً من مجرد لقاء وحوار مع الآخر العدو. لقد كتب عمر البرغوثي، العضو المؤسس لحركة مقاطعة إسرائيل (البرغوثي 2021)، وببلاغة: "إن ما نواجه به ذل التطبيع هو سحر الكرامة." نعم إنها الكرامة التي ينادي بها سعد الدين وأنادي أنا بها؛ تلك الكرامة التي تقاوم المحتل وتؤنسن الصراع مهما يكن الآخر ظالماً، والتي لا تحوّل الدفاع عن قضية ما إلى مكارثية ضد الآخر، والتي لا تُصدر تهم التطبيع جزافاً لتوازي بذلك التكفير وتجريم الآخر. هذا هو الفرق بين مبادىء حركة المقاطعة العالمية الأخلاقية، من جهة، وكيفية إسقاطها براديكالية عند بعض ناشطي المقاطعة في الدول العربية، من جهة أُخرى. ويكاد ذلك يُغشي عيون بعض المحللين عن الأهمية الأخلاقية والاستراتيجية لحركة المقاطعة باعتبار أنها "وسيط فعّال ومترجم بتصرف"، بحسب تعبير سعد الدين، للنضال الفلسطيني من أجل حريته، "مضيفة قيماً جديدة"، و"تقلّم" (prune) القيم الكونية بالفعل المحلي الفلسطيني والعربي. وببراعة نظرية فائقة يُظهر سعد الدين أنها تجاوزت كونها نموذج الطبق المرتد "بومرانغ" (boomerang)، أي نجاح الفعل السياسي والحقوقي في الجنوب الكوني من خلال المدافعة في الشمال الكوني عن طريق منظمات دولية ومنظمات تضامن، ثم ارتداد هذا الفعل على شكل ضغط ضد الاستبداد والاستعمار في الجنوب. إن هذه الحركة ببساطة هي فعل سياسي تحرري نجح في كثير من أفعاله بسبب الفعل المحلي والإقليمي، ونشر رواية الضحية عن النكبة.

كتاب سعد الدين هو مانفستو لدعم هذه الحركة وحمايتها من شعبوية بعض أعضائها، وهو يعتبر أن ذلك الدعم لا يكون من دون تقديم نقد بنّاء لها، إذ "لا يعتقد الباحث أن الكتابات التي تكتفي بالإشارة إلى إنجازات الحركة، وتضخيمها، من دون الإشارة إلى جوانب نقدية، تفيد الحركة وحراك المقاطعة في العالم في العمق" (ص 267). هكذا أنهى سعد الدين كتابه.

إنه فعلاً كتاب يستحق القراءة، ليس فقط لفهم هذه الحركة المهمة، لكن لمَن يهتم بالفهم النظري للحركات الاجتماعية العالمية والمتجاوزة للوطنية، ويبتعد عن تحليلات المركزية الأوروبية.

 

المراجع:

 

بالعربية

البرغوثي، عمر (ربيع 2021). "مناهضة التطبيع: التوفيق بين المبادىء الأخلاقية والتأثير الاستراتيجي". "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 126، ص 7 – 14.

حنفي، ساري وعزام طعمة (نيسان/ أبريل 2020). "ما وراء الديانية والعلمانية: نقاش الميراث والمساواة بين الجنسين في تونس وتشكُّل التفكير غير الاستبدادي". "عمران للعلوم الاجتماعية والإنسانية"، العدد 32.

خوري، الياس (خريف 2020). "التطبيع والتتبيع". "مجلة الدراسات الفلسطينية"، العدد 124، ص 5 – 6.

سعد الدين، عمرو (2020). "حركة مقاطعة إسرائيل BDS: بحث في الطرق والقيم والتأثير". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

 

بالإنجليزية

Hanafi, Sari (2001). "A Moral Victory in Durban". Palestine Report –JMCC, vol. 8 (September 12).

Author biography: 

ساري حنفي: أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت، ورئيس الجمعية الدولية لعلم الاجتماع.