شيفتان وآخرون. "إسرائيل والفلسطينيون والطريق إلى السلام" (بالعبرية)
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

إسرائيل والفلسطينيون والطريق إلى السلام (بالعبرية)

دان شيفتان وآخرون. رامات أفعال: ياد طبنكين، 1990. 

 

في ندوة دراسية نظمها معهد يسرائيل غاليلي في 29 حزيران/يونيو 1988، ونشرت مؤخراً في الكتاب الذي بين أيدينا، يعالج ثلاثة إسرائيليين مختصين بشؤون الشرق الأوسط مسألة السلام مع الفلسطينيين، وذلك من عدة زوايا، أهمها تلك التي تطرق دان شيفتان إليها في محاضرته تحت عنوان: "هل يوجد خيار أردني؟".

يحلل شيفتان العلاقة التي كانت قائمة بين الحكم الهاشمي والحركة الوطنية الفسطينية منذ أيام الملك عبد الله حتى اليوم، وموقف إسرائيل من ذلك، مستخلصاً من هذا العرض التاريخي وجهة النظر الإسرائيلية التالية: إذا كنا قادرين على الوصول إلى اتفاق مع الأردن على حساب الفلسطينيين، فمن الممكن تقسيم أرض إسرائيل بين اليهود والعرب: لا بين دولة يهودية ودولة فلسطينية، وإنما بين إسرائيل والمملكة الأردنية الهاشمية.

يتناول شيفتان الصلة الحالية التي تربط بين الحكم في الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، متوقفاً أمام ظاهرة "فلسطنة" الأردن. يقول شيفتان: "إذا قامت دولة فلسطينية مستقلة بزعامة م. ت. ف. في الضفة الغربية، فهي ستطالب بولاء جميع الفلسطينيين، بمن فيهم سكان الضفة الشرقية، الأمر الذي سيشكل مصدر قلق للأردن؛ فأغلبية سكانه ستدين بالولاء لطرف سياسي في مكان آخر...".

وفي رأي المحاضر، أن على إسرائيل أن تحسم أمرها، فتختار أحد أمرين: إما قيام دولة تحمل طابع المؤسسة الأردنية – الفلسطينية الحاكمة في الأردن، وذلك في المناطق الكثيفة السكان التي ستخرج إسرائيل منها، وإما أن تسيطر قيادة المنظمة في نهاية الأمر على الضفة الشرقية؟ وهو يشير إلى أن "من المهم أن ندرك أن ما سنقرره بشأن أفضلياتنا في الضفة الغربية سيفرض الحقائق في الضفة الشرقية." ويرى أن الخيار الإيجابي الذي يجب أن تختاره إسرائيل هو الخيار "الفلسطيني"، قاصداً التفاوض مع شخصيات فلسطينية من المناطق غير مؤيدة لمنظمة التحرير. ويلمح إلى أن مسار فلسطنة الأردن أمر لا مفر منه، لكنه يميز بين فلسطنة مفيدة للأردن وأخرى مضرّة – تلك التي ستتم عن طريق منظمة التحرير.

من اللافت في هذ ا الكلام أن المحاضر يتطرق إلى مسألة "الأردن هو فلسطين" بوصفها مسألة فلسطينية – أردنية لا علاقة لها بالأفكار الإسرائيلية المطروحة في هذا المجال، والتي تدور حول الفكرة نفسها لكن من منظور آخر، هو إمكان جعل الأردن الوطن البديل للفلسطينيين والقيام بعمليات ترحيل (ترانسفير) جماعية، طوعية أو قسرية، لسكان الضفة الغربية إلى الأردن. وفي جميع الأحوال، فمحاضرة شيفتان محاولة لاستقراء المستقبل السياسي في الضفة في فترة ما بعد الانتفاضة.

في المحاضرة الثانية، يتناول مناحم ميلسون إمكانات الخروج من الستاتيكو والتقدم في اتجاه السلام. أما أحيا يتسحاقي، فتطرق إلى موضوع العلاقة بين اليسار الإسرائيلي ومنظمة التحرير. وبالإضافة إلى هذا، اشتمل الكتاب على مداخلة قصيرة للوزير يعقوب تسور عرض فيها تصوره للسلام، إلى جانب نقاش بين الحاضرين.

إن ما قدّمه المحاضرون في هذا الكتاب لا يتجاوز الطروحات النظرية لإمكانات السلام مع الفلسطينيين، والتي قد تشكل ذات يوم خلفية لواضعي القرارات في إسرائيل في هذا الشأن. ومع ذلك، فهذا الكلام الإسرائيلي عن إمكانات تحقيق السلام لا يزيد في القناعة بأن السلام ما زال بعيداً فحسب، وإنما يدل أيضاً على أن هذا السلام يبدو مستحيلاً استناداً إلى ما يخطط الإسرائيليون له.