قدمت هذه الدراسة في ندوة "الحركة الصهيونية وإسرائيل"، التي عقدتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية في لارنكا، قبرص، في الفترة 11-1998/12/13. وهي تتناول نمو الأداة الصهيونية العسكرية منذ بدء الاستيطان اليهودي في فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر، لغاية بدء القتال بعيد قرار التقسيم سنة 1947 وقيام دولة إسرائيل. وتسلك الدراسة سبيلاً وسطاً يتمثل في متابعة نمو الأداة الصهيونية العسكرية مع الإشارة إلى أوجه الترابط بينه وبين خلفيته المتمثلة في التطورات والمتغيرات التي شهدتها الفترة المذكورة. والحدث الفصل في هذه الفترة كان انتقال السيادة على فلسطين من أيدي العثمانيين إلى أيدي البريطانيين، ثم الثورة الفلسطينية الكبرى من 1936 إلى 1939، والمحرقة النازية وذيولها، خصوصاً في الولايات المتحدة. وتقسم الفترة التي تعالجها الدراسة إلى سبع مراحل رئيسية هي بحسب التسلسل الزمني: 1) من البدايات حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى؛ 2) الحرب العالمية الأولى (1914-1918)؛ 3) من بداية الاحتلال البريطاني حتى اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى (1917-1936)؛ 4) الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939)؛ 5) من انتهاء الثورة إلى انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939-1945)؛ 6) من 1945 إلى قرار التقسيم عام 1947؛ وأخيراً 7) من قرار التقسيم إلى قيام الدولة العبرية في 15 أيار/مايو 1948.
