كلمة وزير الخارجية السوفياتي إدوارد شيفاردنادزه في المؤتمر الدولي الثاني لمنطقة آسيا والباسفيك، فلاديفوستوك، 4/9/1990
النص الكامل: 

.......

إن العدوان على الكويت عدوان على التطورات الإيجابية التي بدأت تتبلور في الشؤون الدولية نتيجة سياسة التفكير الجديد.

.......

وحتى على سبيل الافتراض، علينا ألا نذعن لأي خيار لا يعيد سيادة الكويت ووحدة أراضيها وحكومتها الشرعية ـ وهي بلد سيستمر كما في السابق عضواً في الأمم المتحدة.

لأول مرة في التاريخ يتحرك المجتمع الدولي بهذه الدرجة من الإجماع والحزم، رداً على عدوان وسعياً لإزالة نتائجه. لكن من الضروري أن نسعى وراء هدفنا بوسائل غير عسكرية وبطريقة من شأنها أن تزيل الوجود العسكري لدول أخرى.

هنالك، في الوقت الحاضر، عدد من الدول والسياسيين منشغل بمحاولة تطوير صيغة لحل سلمي للأزمة. أحد المقترحات، مثلاً، يقضي بإحلال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة محل القوات العراقية في الكويت، وإحلال فرقة من القوات العربية محل الوجود العسكري القادم من خارج المنطقة.

وهنالك مقترحات وخطط أخرى تستند كلها إلى ضرورة إزالة القوات العراقية من الكويت.

وفي هذه اللحظة، هناك إدراك تام لحقيقة أخرى أيضاً، وهي أن مجموعة معقدة من المشكلات التي تتعلق بالنزاع العربي ـ الإسرائيلي ومصير الفلسطينيين والمأساة في لبنان، تنتظر حلاً لها في الشرق الأوسط.

إننا نواجه، في الواقع، عدداً من المشكلات المتداخلة شديدة التعقيد تحمل عدة سمات خطرة. وما يفاقم الوضع وجود كمية ضخمة من الأسلحة المدمرة في المنطقة، ومستودعات الصواريخ المتكاثرة، ومستوى عال من التسلح إلى حد الخطر، في عدد من دول الشرق الأوسط.

إن عدداً لا بأس فيه من الدول من خارج المنطقة، بما فيها القوى العظمى، قد ساهم في هذا الوضع. لكن هذا هو سبب أكبر لهذه الدول كي لا تتجنب البحث عن سبل من شأنها أن تعكس الانزلاق الرتيب نحو مواجهة أكثر حدة ومراكمة المواد المتفجرة السياسية والعسكرية والاجتماعية في هذا الجزء من العالم.

وإننا سنواصل دفع ثمن باهظ لحروب الشرق الأوسط إذا لم يحل السلام فيه.

ولقد توصلنا، بعد إلقاء نظرة أخرى على الوضع، إلى الاستنتاج نفسه وهو أن علينا أن نشدد الضغط لعقد مؤتمر دولي بشأن الشرق الأوسط من دون أن نؤجل الجهود لتحقيق تسوية شاملة برعاية الأمم المتحدة إلى فترة لاحقة.

وإننا نفترض أن موافقة إسرائيل على عقده يمكنها أن تمارس تأثيراً إيجابياً على الوضع برمته في الشرق الأوسط، وعلى الجهود المبذولة لنزع فتيل الأزمة في الخليج الفارسي. ولن يتردد الاتحاد السوفياتي، من جهته، في الاستجابة لتحرك إسرائيلي في هذا الاتجاه. وقد يلقي نظرة جديدة على مسألة العلاقات السوفياتية ـ الإسرائيلية.

وموقفنا هو أن الأولوية يجب أن تعطى، من دون شك، للوسائل غير العسكرية. وإن جولة المحادثات السوفياتية ـ الصينية التي عقدت في هاربين قبل بضعة أيام، والمناقشات التي أجريناها في بيونغ يانغ أمس، أعطت برهاناً مقنعاً على أن دولاً عديدة تشترك في هذه المقاربة.

لكن الاتجاه نحو تسوية سلمية يجب ألا يوحي، بأي شكل من الأشكال، بأن ليس للمعتدي ما يخشاه لأنه يخاطر بأن يجد نفسه معزولاً كلياً عن بقية العالم. إننا مقتنعون بأن العقوبات ستعطي نتيجتها فتُجبر قادة العراق على الانصياع لصوت العقل.

 

المصدرSoviet News, No. 6542, September 5, 1990.