Zeevi and Zeevi, eds., Egyptian Peace Treaty Ten Years Later
Full text: 

يضم الكتاب بين دفتيه أعمال يوم دراسي، نظمته جمعية إحياء ذكرى دافيد أليعيزر ومركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب، في أيار/ مايو 1989. وقد شارك في هذا اليوم الدراسي عدد من المسؤولين والمسؤولين السابقين والخبراء الإسرائيليين، منهم: دان بتّير الذي قدم عرضاً موجزاً للمعاهدة؛ دافيد كمحي: النظرة الإسرائيلية إلى المعاهدة؛ موشيه ساسون: النظرة المصرية إليها؛ دوري غولد: النظرة الأميركية إليها؛ إيتمار رابينوفيتش: موقف العالم العربي منها؛ آشر ساسر: الموقف الفلسطيني؛ رؤوفين مرحاف: مستقبل العلاقات بمصر. وقد خصصت الجلسة الأخيرة من أجل "استخلاص الدروس في صدد المعاهدات المستقبلية"، وتحدث فيها كل من: عيزر وايزمن، وإلياهو بن – أليسار، وشلومو غازيت.

ولعل الفائدة الرئيسية من هذا الكتاب، بما هو كتاب يتضمن تقويمات مهنية إسرائيلية لمعاهدة مضى على إبرامها الآن نحو ثلاثة عشر عاماً، تكمن فيما يمكن أن يلقيه من أضواء كاشفة على رؤية الإسرائيليين لـ"عملية السلام" والمفاوضات الجارية حالياً. ويتضح هذا الأمر في الاستنتاجات الموجزة التالية، المختارة من مداخلات المشاركين في اليوم الدراسي.

ينهي بتّير عرضه (ص 14 – 21) بالقول إن الدرس الأساسي، فيما يخصّ الحاضر، هو أنه تم تحقيق إنجازات عندما كانت المصالح الإسرائيلية والمصرية هي الأهم. أما بالنسبة إلى المستوى المتعدد الأطراف (كالإدارة الذاتية، ومسألة القدس، والمستوطنات)، فإن الصعوبات كانت أكثر وأكبر من أن تسمح بتجاوزها.

أما كمحي، فقد وصف العلاقات المصرية – الإسرائيلية بـ"السلام البارد"، ورأى أن المنعطف فيها لم يكن غزو لبنان، بل فشل محادثات الإدارة الذاتية، وأن فشل الرئيس جيمي كارتر في انتخابات الرئاسة سنة 1980 حسم مصير تلك المحادثات، من وجهة نظر المصريين (ص 22 – 25).

وعالج بن – أليسار، أول سفير إسرائيلي إلى مصر، "الدروس المطلوبة للمستقبل"، ولخصها فيما يلي: إن معاهدة السلام وضعت نهاية للحرب، لا لحالة العداء، كما أنها لم تغير صورة الإسرائيليين في عيون المصريين؛ على الرغم من المعاهدة، ومن اعتراف الأمر الواقع والاعتراف القانوني، فإن مصر لم تعترف بوجود إسرائيل كحقيقة وواقع؛ تم التوصل إلى اتفاق في شأن الشق الإسرائيلي – المصري؛ أما فيما عنى الموضوع الفلسطيني، فقد اتفق الجانبان على ألا يتفقا، ولذلك توصلا إلى صيغ متشركة، لكنها في الواقع ذات معان مختلفة؛ إن الضمانة الحقيقية لاستمرار السلام بين إسرائيل ومصر هي "بروز القوة الإسرائيلية" (ص 79 – 80).

وذهب غازيت، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً، إلى أن "الدرس الأساسي الذي يجب فهمه ومعرفته وتذكره"، هو أن ما كان صحيحاً سابقاً، في الشرق الأوسط، لم يعد صحيحاً اليوم... وينطبق الأمر، بالتالي، على المستقبل؛ إذ تتغير أشياء كثيرة وتنقلب. وبعد أن شدد على أهمية "نضوج" الأمور، ووجود "القيادة الصحيحة" من أجل التقدم في حل النزاعات، تناول "الدراما" (أي أهمية الخطوات الدرامية، مثل زيارة السادات المفاجئة إلى القدس) بوصفها درساً ثانياً يمكن استخلاصه. ومن الدروس الأخرى: أهمية وجود طرف ثالث نزيه؛ ضرورة إدارة المفاوضات على مستوى القيادة السياسية العليا؛ إرجاء البحث في القضايا الشائكة (مثل مشكلة القدس) إلى ما بعد تسوية المشكلات السابقة عليها (ص 83 – 87). وينهي غازيت مداخلته بالقول:

إن استمرار وجودنا مشروط بأمر واحد وحيد: بقوتنا العسكرية، بقدرتنا على الردع، وبإدراك العرب أن إسرائيل ستنتصر مجدداً في القتال إذا خُرق الاتفاق وتصدع (ص 88).

              إن الكتاب (وخصوصاً وجهة نظر غازيت) يعرض تصوراً إسرائيلياً شبه رسمي لعملية المفاوضات، أية مفاوضات، مع العرب. كما يصور شبه الإجماع، القائم بين خبراء ومسؤولين شاركوا في هندسة معاهدة الصلح المنفرد مع مصر، على الثقة بالقوة العسكرية الإسرائيلية، في مقابل عدم التعويل على السلام، حتى بالمفهوم الإسرائيلي له، بوصفه "سلاماً بارداً ينهي حالة الحرب مع دولة / دول عربية، ويبقي جوهر القضية الفلسطينية من دون حل.