Chizik, Trends of Change in the Kibbutz
Reviewed Book
Full text: 

اتجاهات التغيير في الكيبوتس (بالعبرية)

تحرير موشيه تشيزيك.

حيفا: جامعة حيفا، المركز الجامعي الكيبوتسي، معهد أبحاث ودراسات الكيبوتس والفكر التعاوني، 1988.

 

 يتضمن هذا الكتاب نصوص الطروحات والمداخلات في الحلقة الدراسية التي عقدت في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 1987، للبحث في السؤال عما إذا كانت هناك ضرورة لنموذج جديد للكيبوتس الإسرائيلي. فقد عقدت هذه الحلقة الدراسية على خلفية أزمات اقتصادية واجتماعية يعيشها المجتمع الكيبوتسي، وتعكس نفسها عملاً مضاعفاً وجهوداً مضاعفة ونتائج أقل، كما تعكس نفسها في حقيقة ترك آلاف الأعضاء الحركة الكيبوتسية، ووجود آخرين منهم في "إجازات طويلة" حالياً، وفي الخوف على المستقبل الذي يقضّ مضاجع الشباب الكيبوتسي، والأحاسيس بالاستلاب داخل هذا المجتمع، على صعيد العلاقات الشخصية والاجتماعية، والعلاقة بين العضو في الكيبوتس والمؤسسات فيه.

لقد أظهرت الطروحات والمناقشات وجهات نظر متباينة في تشخيص طبيعة الأزمة في الكيبوتس: أزمة أساسية بنيوية عميقة، أم أزمة من الأزمات التي سبق أن عاشها المجتمع الكيبوتسي في الماضي وتمكن من تجاوزها، أم مشكلة أهلية تكنولوجية، أم مشكلة تنظيمية، أم مشكلة حوافز؟

كما أظهرت الطروحات تبايناً في ماهية العلاج: هل يتطلق الوضع إصلاحات من دون المساس بالأساس، أم تغييراً كبيراً وفي العمق، أم أن الأوان قد فات؟ وقد طُرحت في هذا السياق تساؤلات عدة:  هل يستطيع الكيبوتس اللحاق بركب أواخر الثمانينات؟ هل في الإمكان أن يستمر الكيبوتس مجتمعاً تعاونياً وبيتاً لأعضائه يشعرون بالانتماء إليه، أم يتحول إلى ضاحية سكنية؟ هل في الإمكان تطوير آليات التزامات للتماثل مع الكيبوتس، تجعل العضو مستعداً للمساهمة بحسب قدراته وتوجيه حاجاته بحسب قدرة الكيبوتس على تلبيتها، أم أن أحاسيس الاستلاب التي تنمو في داخله ستزداد، وخصوصاً في واقع يتفاقم فيه التعارض بين مبادئه وبين القيم التي تحكم المجتمع المحيط: بين مبدأ المساواة ومبدأ الفوارق، بين مبدأ التعاون ومبدأ التنافس.

وكانت وجهة النظر الأكثر إثارة للجدل تلك التي نفت وجود مشكلة بنيوية أو مشكلة أداء أو انعدام الأهلية التكنولوجية، وعزت قلق الأبناء وخوفهم من المستقبل إلى أسباب خارجية – التغييرات في السياسة الاقتصادية، والتغيير في الخريطة السياسية بصعود الليكود إلى السلطة وتحوله إلى قوة مركزية في الدولة – وإلى سبب داخلي أساسي: فقدان تلك الثقة بالنفس والقناعة بإمكان معالجة مشكلات المجتمع الكيبوتسي، وفقدان الحوافز، مما يحدث تآكلاً في حس الانتماء إلى هذا المجتمع يعكس نفسه على كل الصُّعد.