حديث مساعد وزير الخارجية الأميركي روبرت كيميت للإذاعة البريطانية، 20/9/1990
Full text: 

.......

سؤال: لدى تفحّص بنية هذه الترتيبات الأمنية الإقليمية الجديدة التي تكلم عنها السيد بيكر، أشار البعض إلى أن السيد بيكر كان يتكلم بعفوية عندما قدم هذه الاقتراحات، وأن فكرة الترتيبات الأمنية الإقليمية الجديدة لم تكن قد تبلورت حقاً. ما الذي يدور في ذهن الإدارة الأميركية بالضبط؟

جواب: إن وزير الخارجية بيكر لا يتكلم بصورة عفوية. لقد شرح فكرته تلك والتي قال عنها بوضوح انها مجرد أفكار مبدئية لكنها ليست تفكيراً عفوياً. وكي نشير إلى أننا بحاجة إلى تحسين التعامل مع مشكلة الاستقرار الطويل الأمد في تلك المنطقة المهمة، أود أن أشير إلى أن فكرة البنيان الأمني الإقليمي طُرحت في البدء في قرار مجلس الأمن رقم 598 وخلال الحرب الإيرانية ـ العراقية. وليست هذه بالفكرة الجديدة. لكنها وبوضوح لم تنل ما تستحقه من اهتمام ولم تعمل طبعاً كرادع لعدوان صدام الأخير. أعتقد أن ما أوضحه الوزير هو أن الأمر ما زال في أطواره الأولى المبكرة، وأننا نود أن نتباحث، أولاً وقبل كل شيء، مع دول المنطقة ـ وأريد أن أشدد على ذلك. فدول المنطقة هي التي لها الأولوية في أي بنيان من هذا النوع. لكنني أظن أن للمجتمع الدولي أيضاً مصلحة في أن نضع بعد إزاحة هذا العدوان آلية [ميكانيزم] لضمان عدم وقوع أي عدوان في المستقبل.

سؤال: في هذا الإطار، هل ترى أن للاتحاد السوفياتي دوراً مهماً في مثل هذه الترتيبات الأمنية، مع العلم أن أحد الأهداف الرئيسية للسياسة الأميركية في المنطقة، وإنُ لم يكن هدفاً معلناً، كان استبعاد الروس؟

جواب: لقد قام السوفيات بدور بنّاء للغاية طوال فترة أزمة الخليج، بدءاً بالبيان المشترك الذي أصدره الوزير بيكر ووزير الخارجية شيفاردنادزه في 3 آب/ أغسطس، ومروراً بتصويتهم بالإيجاب على سبعة قرارات اتخذها مجلس الأمن. وأظن أن للأمم المتحدة دوراً ملائماً في المباحثات المتعلقة بترتيبات أمنية مستقبلية في الخليج، وأن الاتحاد السوفياتي جزء لا يتجزأ من هذه المباحثات في الأمم المتحدة.

سؤال: وهل ترى أن المشكلات الأوسع في الشرق الأوسط، وبخاصة النزاع العربي ـ الإسرائيلي، سوف تدخل هذا الحيز في مرحلة من المراحل؟

جواب: لقد أوضح الاتحاد السوفياتي أنه يود أن يرى ترابطاً ما على الرغم، طبعاً، من أنه يدعم الموقف الأميركي من العراق دعماً شديداً. وأوضحنا نحن بدورنا أن الولايات المتحدة هي أكثر الحكومات التي من خارج المنطقة ارتباطاً بالسعي للسلام في الشرق الأوسط. وسوف نثابر في هذا المسعى ونرحب بأية دولة ترغب في القيام بدور بنّاء سعياً للسلام في الشرق الأوسط. لكننا نرفض قطعاً أي ربط بين عدوان صدّام والحاجة إلى التحرك في عملية السلام، لأننا لا نعتقد أن في وسع صدام حسين أو أي أحد آخر أن يؤثر في عملية السلام المستمرة من خلال اللجوء إلى الأسلوب العدواني. أظن أن هذه القضايا تحتاج إلى إبقائها منفصلة. علينا أن نعمل بنشاط في الحقلين معاً، لكن الترابط يعمل بصورة مختلفة تماماً. وأود أن أشير إلى أنه ليس لدى زعماء العالم سوى الوقت المحدود لمعالجة هذه القضايا. وفي الوقت الحاضر، ثمة بعض التراجع في الوقت الذي يمضيه الناس سعياً لعملية السلام على الرغم من أننا نسعى لإيجاد الوقت بقدر الإمكان، والسبب بالضبط هو أن صدام حسين اقترف هذا العمل العدواني، فليس هو بطل عملية السلام كما يزعم عادة، وإنما هو من يصرف الأنظار عنها.

 

المصدر: وزارة الخارجية الأميركية.