خطاب الرئيس ميخائيل غورباتشوف في الدورة الثالثة لمجلس السوفيات الأعلى، يكرر فيه تحذيره لإسرائيل من توطين اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفياتي في الأراضي المحتلة ، 18/6/1990
Full text: 

"ولذا بالذات نقول ـ إنْ جاز القول ـ ان النزاعات الإقليمية لا تزال أهم عناصر الحوار السوفياتي الأميركي. وفي هذه المرة كرس لهذه القضايا القسم الأعظم من محادثات كامب ديفيد.

ان النزاعات الإقليمية كانت حتى الأمس القريب سبباً لتعقيدات خطيرة في علاقات الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. وفي جو المجابهة كان أي واحد من جميع هذه النزاعات تقريباً يتحول وبصورة أوتوماتيكية إلى سبب لتصعيد المواجهة بين الشرق والغرب. وقد نظر ـ في الحقيقة ـ إلى كل ما كان يجري في العالم حينئذ من منظور هذه المواجهة. ولقد ساد في كامب ديفيد موقف جديد يرتبط بالامتناع عن اعتبار النزاعات الإقليمية مادة للتنافس بين الدولتين العظميين. وهذا الأمر نشهده ـ وعلي أن أقول ذلك ـ لأول مرة. والآن ينظر الجانبان إلى النزاعات الإقليمية كمأساة حلت بالبلدان المتورطة فيها وكظاهرة سلبية على الصعيد الدولي. وثمة فهم مشترك ان من الضروري بذل كافة الجهود لوقف هذه النزاعات بأسرع ما يمكن وتسويتها لا في ساحات المعارك بل بالسبل السياسية أي عن طريق المحادثات. وهكذا يمكن القول ان معايير التفكير الجديد تغدو اليوم معايير تحدد موقف كل من الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة في مجال السياسة العالمية هذا."

"لقد بحثنا بالتفصيل وبدقة كبيرة نزاع الشرق الأوسط من كافة جوانبه. واكتشفنا نقاطاً هامة للتلاقي في عدد من تقييمات أسباب التصعيد الدوري للوضع هناك وجملة من عراقيل التسوية. وموقفنا المبدئي معروف لا حاجة إلى تكراره هنا. ورغم تباين مواقف الجانبين بزغ كما أعتقد في كامب ديفيد تفاهم على أن من الضروري ـ في خاتمة المطاف ـ التوصل إلى عقد مؤتمر دولي وأن على كلا الجانبين العمل من أجل بلوغ ذلك.

وبديهي أننا تطرقنا إلى مسألة إسكان المهاجرين من الاتحاد السوفياتي في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل. ولقد صرح الرئيس بوش بوضوح بأن الولايات المتحدة ضد إقامة مستوطنات جديدة للنازحين في الأراضي الواقعة خلف حدود العام 1967 أي في الأراضي التي تحتلها إسرائيل. وهذا تصريح بالغ الأهمية في سياق لقائنا.

ولقد أعلنا من جانبنا، مع اعتبار مناقشة هذه القضية مع الرئيس الأسد رئيس سوريا والرئيس مبارك رئيس مصر قبل فترة قصيرة في موسكو، أعلنا التالي: إما أن تدرك إسرائيل قلقنا المشترك وتستخلص الاستنتاجات المناسبة وإما سيتعين على الاتحاد السوفياتي التفكير في مسألة، هل يجدر التوقف موقتاً عن إعطاء التصريحات بالهجرة من الاتحاد السوفياتي للمواطنين اليهود طالما لا توجد التأكيدات اللازمة من جانب إسرائيل. وأعتقد أن على إسرائيل أن تصغي إلى ما ينصحها به الرئيسان معاً وبدأب وأن تتصرف بتبصر."

المصدر: نشرة إعلامية تصدر عن المكتب الصحافي لدى السفارة السوفياتية في بيروت، وفقاً لمواد وكالة أنباء "نوفوستي"، ملحق خاص للعدد 134، 18/6/1990، ص 9 ـ  10.