What Should Be Done?
Keywords: 
مجزرة الخليل 1994
الخليل
المستوطنون
اتفاق غزة – أريحا 1994
عملية السلام
Full text: 

بعد مرور بضعة أيام على عملية القتل الجماعي في الخليل، وزوال الصدمة الأولى، أصبح في الإمكان أن نعدّد جملة الأضرار التي تسببت فيها، وأن نقوّمها.

  • بدأت موجة جديدة من عمليات الانتقام الدامية. من المتوقع أن نشهد فترة صعبة على صعيد الأمن في البلد، في المناطق [المحتلة]، وفي الخارج.
  • تعاظمت مجدداً كراهية اليهود في العالم العربي، كراهية أصبح لها الآن صبغة دينية قوية، لا صبغة قومية فحسب.
  • أسلوب القتل – إطلاق النار على المؤمنين من الخلف وهم في ذروة صلاتهم – ألحق بالشعب اليهودي وصمة خلقية، على الرغم من أن العمل قام به فرد عمل بمفرده.
  • وفّرت عملية القتل لسوريا ذريعة لوقف محادثات واشنطن قبل الموعد، وجرِّ لبنان والأردن وراءها. ومن شأن سوريا أن تطلب – كعادتها – مقابلاً أميركياً لعودتها إلى المحادثات، وأن تصعِّب على م. ت. ف. أمر العودة إليها قبلها.
  • في أوساط الفلسطينيين، ازدادت قوة المتطرفين وضعفت سلطة المعتدلين. وبضغط من الشارع الفلسطيني الغاضب، يضع عرفات شروطاً صعبة لعودته إلى المفاوضات، معظمها غير مقبول من جانب إسرائيل.

ليس إصلاح هذه الأضرار بالأمر المستحيل، لكن إصلاحها سيتطلب وقتاً طويلاً وشجاعة كبيرة.

ما هي أهم الأمور التي يجب عملها على وجه السرعة؟

في المجال الأمني، يجب القيام بأقصى ما يمكن لمنع وقوع عمليات، وتقليص عدد المصابين.

  • زيادة اليقظة في [مواقع] الأهداف المكشوفة و"الرخوة"، مثل المؤسسات اليهودية والمفوضيات الإسرائيلية في الخارج؛ تجمعات السياح والمتنزّهين الإسرائيليين؛ رحلات الطلبة في المناطق [المحتلة].
  • تشديد الرقابة على ما يجري حول الأماكن التي لها حساسية خاصة، مثل: جبل الهيكل [الحرم الشريف في القدس]؛ حائط المبكى؛ قبر يوسف [مقام يوسف]؛ المواقع اليهودية في الخليل؛ الكنيس في أريحا.

وفي المجال السياسي، فإن الهدف الأكثر إلحاحاً هو إكمال الاتفاق في شأن غزة وأريحا وبداية تطبيقه ليس هناك من أمر أخطر من استمرار الوضع القائم، الذي يتلاشى فيه الأمل وتزداد العناصر المتطرفة قوة.

ما الذي لا يجوز عمله؟

  • يجب عدم فتح [مناقشة] اتفاقَيْ أوسلو والقاهرة وبدء نقاش بشأن موضوع المستوطنات. إن نقاشاً كهذا سيستمر أشهراً طويلة، وليس في الإمكان إنهاؤه باتفاق في ظل الأوضاع الحالية. ومن يطرح للنقاش موضوعات تُركت للمفاوضات بشأن التسويات الدائمة، فإنه يحكم بالموت على الاتفاق الوحيد الذي تم التوصل إليه حتى الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
  • يجب عدم إبداء أي تردد في تجريد المستوطنين المتطرفين من أسلحتهم. يجب القيام بذلك ليس فقط من أجل أمن سكان المناطق، وإنما أيضاً من أجل سلامة الديمقراطية الإسرائيلية. لكن يجب رفض المطالبة بتجريد جميع المستوطنين من أسلحتهم. لا يوجد لذلك أي مبرر موضوعي، في الوقت الذي تعمل فيه خلايا إرهابية في المناطق. إن عدم التمييز بين من يحتاج إلى السلاح للدفاع عن النفس وبين من يستخدمه استخداماً استفزازياً وغير قانوني – سيضع على كاهل الحكومة وعلى الجيش الإسرائيلي مسؤولية جسيمة إذا وقعت كارثة لا سمح الله.
  • يجب عدم السماح لقوة دولية بدخول المناطق [المحتلة]. إن ذلك يتناقض تناقضاً جوهرياً مع روح اتفاق أوسلو. إن إقامة حاجز من جنود يعتمرون الخوذ ليست وصفة للسلام بين الشعوب، فمرابطتهم مغزاها اليأس من سلام كهذا. وتدل الخبرة الدولية على أن نجاعة القوات الدولية في مناطق النزاع الإثني مشكوك فيها. 

ما الذي يمكن عمله فعلاً لتسريع استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين؟

  • في الإمكان تسريع تنفيذ خطوات سبق الاتفاق عليها في اتفاقي القاهرة وأوسلو: إقامة غرف عمليات أو مراكز طوارىء مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والنواة الطليعية للشرطة الفلسطينية، وذلك في إطار لجان التنسيق الأمني التي اتفق عليها في إعلان المبادىء.
  • في الإمكان وضع طواقم طليعية مهنية من الفلسطينيين في المكاتب المختلفة للإدارة المدنية، كي تبدأ تعلُّم أساليب عملها في الموضوعات والمجالات التي سبق التفاهم بشأنها.
  • في الإمكان الإفراج عن معتقلين، كالذين لم يقوموا بعمليات، كما حدث خلال الأسبوع الحالي.

إذا لم تستأنف م. ت. ف. المفاوضات، فسيتعين على إسرائيل التفكير في خطوات من جانب واحد. مثلاً، تنفيذ اتفاق غزة وأريحا بصورة جزئية، عن طريق رفع مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن الإدارة المدنية في قطاع غزة في موعد محدد، وترك الأمن في عهدته تبعاً لحاجات الجيش الإسرائيلي المثبّتة في اتفاق القاهرة.

لقد أمل سفاح الحرم الإبراهيمي، بعمله، بأن يبتر عملية السلام. وكي لا يحقق مأربه، من الجائز اتخاذ تدابير غير عادية أيضاً.

 

المصدر: "معاريف"، 4/3/1994.

Author biography: 

أفرايم سنيه: عضو كنيست عن حزب العمل.