Intifada/ Revolution Questions
Date: 
November 25 2015
Author: 

كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها الحراك الفلسطيني الحالي: ما الاسم الذي يليق بالوليد؛ لماذا الآن؛ أين تأتلف الانتفاضة وأين تختلف عن سابقاتها؛ ما الذي يدفع شباباً في عمر الورد إلى عمليات طعن "انتحارية"؛ كيف يتطور الحراك الجديد فلا يقع في براثن المصير الأوسلوي المشؤوم؛ أين السلطة وأين الفصائل وأين العرب والمسلمون والعالم؟؟

و..هل تكون ثورة في الثورة؟

بداية، لنقرأ الخبر التالي، كما جاء في أحد مواقع الإنترنت:

ارتقى الفتى محمود طلال نزال (17 عاماً) برصاص جنود الاحتلال على حاجز الجلمة العسكري شمالي شرقي جنين، بعد أن أصيب وترك ينزف حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وكان الشهيد نُقل إلى المستشفى جثة هامدة، وعلى جسده آثار الرصاص في رأسه وصدره ويديه وقدميه وأنحاء جسده.

وأكد والد الشهيد محمود العثور على وصية للشهيد، كتب فيها أنه اختار الشهادة التي كان يريدها دوماً، وطلب السماح من أهله وأخوته في حال قام الاحتلال بهدم منزلهم. وأضاف الوالد أن الشهيد لم يكن ينتمي إلى أي فصيل، وأنه كان متأثراً بالأحداث التي تجري، وكان يبكي عند ارتقاء شهداء.

يُذكر أن محمود هو الشهيد الثالث من قباطية في أسبوع، والثاني من محافظة جنين الذي يقتل على حاجز الجلمة.

الشمولية

مع أن قصة استشهاد محمود تشبه في جوهرها قصص غيره من الشهداء، فإننا أوردناها في مستهل هذه المقالة لنضيء على مسألة "عدم الشمولية" التي يوصف الحراك بها. ويعود عدم الشمولية، الظاهري، هذا إلى سببين رئيسيين، على الأقل، هما:

الأول، تمركز وسائل الإعلام في المركز الفلسطيني رام الله- القدس، وتهميش الأطراف في البلدات والمخيمات والقرى النائية نسبياً، ونَسْب نشاطات شبابها إلى أقرب المراكز المدينية منها (بينها بلدة قباطية، مكان سكن الشهيد محمود نزال، وحاجز الجلمة الذي استشهد عنده- البلدة والحاجز في أقصى شمال الضفة).

أمّا السبب الثاني فيتمثل في محدودية "نقاط التماس" التي تشكلت في عقد الأعوام الذي أعقب اتفاق أوسلو: مئات الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، بعد تقسيمها إلى مناطق أ، ب، ج؛ نقاط العبور بين الضفة وفلسطين 48؛ معابر قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي منه؛ خطوط التماس بين القدس الشرقية والأحياء الاستيطانية اليهودية فيها؛ مدينة الخليل بعد تقسيمها عملياً إلى شطرين، عربي ويهودي، بموجب "بروتوكول الخليل" سنة 1997.

وكما في سباق التتابع، يتناوب الشباب على حمل لواء المقاومة، من ساحة إلى أُخرى، ومن يوم/زمن إلى آخر، ومن حجر إلى سكين إلى رصاصة.

ومن الجدير بالذكر أن الانتفاضتين السابقتين (شأنهما شأن أي حراك ثوري آخر) لم تحققا "الشمولية" المطلقة، على الرغم من شكل "الإضراب العام"، التجاري والتعليمي، الذي خبرناه في الانتفاضة الأولى، وشكل المقاومة المسلحة الذي برز في الانتفاضة الثانية.

وفي أي حال، فإن خبر استشهاد محمود نزال أو غيره من الشهداء يصبح عادة يومية، هناك، على أرض فلسطين- غير عادتنا هنا نحن الناطقين بالعربية. هم هناك الذين يعرفون لغة الضاد. وبهذه اللغة، وبدمائهم الزكية يسطرون ما نعجز عن النطق به. صِدْقهم يغفر لمن يخطئ منهم في قواعد النحو والصرف.

فلنقرأهم ونتعلم منهم.

الشهداء يكتبون

من اللافت، أن العديد من شهداء الحراك يكتبون على صفحاتهم في "الفيسبوك" قبيل خروجهم لتنفيذ عمليات الطعن ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه. لا، ليسوا هم "شباب فيسبوك" ولا مجرد "شباب ما بعد أوسلو". إنهم شباب يستخدمون الفيسبوك وسواه من أدوات التعبير الحديثة ليعبروا قولاً وفعلاً عن مناهضتهم اتفاق أوسلو وملحقاته وتداعياته، وعن اعتناقهم مذهب المقاومة حتى التحرير الناجز. يتركون على تلك الصفحات رسائل وداع للأهل والرفاق ووصايا لمن يعنيهم الأمر.

مهند الحلبي، 19 عاماً، من بلدة سردا بالقرب من رام الله، جاء في آخر ما كتبه على صفحته:

يا الله على حال قد وصلنا له، لقد خرج العقل عن حدود المنطق، غضب وغضب وغضب، أفيقوا من سباتكم انصروا الأقصى وأحراره، فلتشتعل الثورة.

وكان الشهيد قد كتب في صفحته رسالة إلى الرئيس محمود عباس عقب إلقاء كلمته أمام الأمم المتحدة، جاء فيها:

كلمة جميلة أيها الرئيس، لكن عذراً نحن لا نعرف قدس شرقية وغربية، فقط نعرف أن لنا قدس واحدة غير مقسمة وكل بقعة فيها مقدسة، وعذراً يا رئيس، فما يحدث لنساء الأقصى والأقصى لن توقفه الطرق السلمية فما تربينا على الذل، والدفاع عن حرمة الأقصى ونسائه هو شرفنا وعرضنا والدفاع عنه بأي شكل أو وسيلة يعتبر قانونياً .. أشكر جهودك حضرة الرئيس.

كان مهند من أوائل الشهداء، إذ استشهد في 3/10/2005.

فادي الحلبي كتب:

حسب ما أرى، فإن الانتفاضة الثالثة قد انطلقت.

وكتب أيضاً:

عندما أموت، لا أريد سوى أن تدفنوني في فلسطين حتى تكتبوا على قبري: "لم أعد لاجئاً.

ووقّع كتابته بـ "الهاش تاغ" التالي: # مهند_حلبي_ ابن يافا.

أمّا فادي علون، 19 عاماً من حي العيسوية، فكان آخر ما كتبه باقتضاب على صفحة الفيسبوك:

اللهم إني نويت الشهادة أو النصر في سبيل الله.

فادي كان الشهيد الثاني في القدس، استشهد في 4/10/2015.

بهاء عليان، من حي المكبر في القدس، 22 عاماً، كان على ما يبدو يكثر من الكتابة على صفحته في الفيسبوك. وكان من أجمل كتاباته وأكثرها شعرية (على ما أرى):

سأصنع للوطن انعكاساً بالماء

وأعطيه حقه من النرجسية

لعلني أموت وأنا مفتون بجماله

بهاء شاب فنان وموهوب، ويقال إن اسمه دخل موسوعة غينيس لأنه وضع "أطول سلسلة قراءة حول أسوار القدس"، شارك فيها نحو 7000 فلسطيني: وقال بهاء حينها أنه اختار موضوع القراءة رداً على مسابقات نظمتها السلطة الفلسطينية للدخول في موسوعة غينيس لتحضير مأكولات وحلويات، مشيراً إلى أن فلسطين يجب أن تعبر عنها فعاليات حضارية وثقافية بمشاركة الآلاف من أبنائها.

هو شاب عصري بكل المقاييس: الثقافة، وقصة الشَّعر و"السكسوكة"، والنظارات الشمسية، والهندام.. يستخدم الفيس بوك، هذه الوسيلة الحديثة من "وسائل التواصل الاجتماعي" بكثرة، حتى يبدو كأنه "مدمن فيس بوك". وكان قد كتب على صفحته في الفيس بوك، في 12/12/2014، "الوصايا العشر لأي شهيد"، كما سماها، استوقفتني من بينها الوصايا الثلاث التالية: 

- الوصية الأولى: "أوصي الفصائل بعدم تبني استشهادي، فموتي كان للوطن وليس لكم."

- الوصية التاسعة: "لا تجعلوا مني رقماً من الأرقام، تعدّوه اليوم وتنسوه غداً."

- الوصية العاشرة والأخيرة: "أراكم في الجنة".

بهاء عليان، هذا الشاب الوسيم المرهف الأحاسيس المتفجر نضارة وحيوية، استيقظ صباح يوم الثلاثاء الواقع فيه 13/10/2015، ارتدى ملابسه بأناقة معهودة، بل داعب أمه قائلاً:

"زبطي لي إياهم- مشيراً إلى أزرار القميص- أنا رايح على عرس."

في ذلك النهار، شاع الخبر: وقعت صباح اليوم الثلاثاء عملية إطلاق نار وطعن داخل حافلة ركاب في مستعمرة أرمون هنتسيف بالقدس الشرقية أسفرت عن استشهاد أحد منفذي العملية وأسر الثاني، إضافة إلى مقتل إسرائيلي وإصابة 15، بينهم ثمانية ركاب بجروح خطرة.

وعُرف أن منفذي العملية هما بهاء عليان (22 عاماً) وابن خاله بلال أبو غانم (28 عاماً).  

بهاء وبلال، كما محمود ومهند وفادي، وعشرات الشهداء الآخرين، شباب عاديون في زمن العولمة والثورة وثورة الاتصالات. شباب كالذين نشاهدهم في شوارع بيروت أو القاهرة أو تونس، أو الذين شاهدناهم يتظاهرون في سياتل أو غيرها من مدن العالم، يتظاهرون ضد الحروب والإمبريالية والرأسمالية المتوحشة. يلبسون بناطيل الجينز، ويقصون شعرهم على موضة فرزاتشي ومارينز ونيغرو، وذقونهم الناعمة حليقة سكسوكة أوشبابية خفيفة، ويحبون الأغاني الثورية وموسيقى الراب...

ولهم حسابات على الفيسبوك يكتبون في صفحاتها، وفي الشوارع لغة جديدة، لكن بالدم.

لماذا؟؟

لماذا "ينتحر" هؤلاء الشباب في عمر الورد؟ لماذا الطعن بالسكاكين؟ ولِمَ الآن؟

يعود الحراك الراهن على غرار الانتفاضتين، الأولى سنة 1987 والثانية سنة 2000، إلى سبب بسيط: الاحتلال. كل ما عدا الاحتلال هو من نتائجه "المنطقية" و"ثماره" المرّة: مساعي التهويد ومصادرة الأراضي والاستيطان والجدار والمستعمرات الاستيطانية؛ الإذلال والمهانة عند مئات الحواجز العسكرية التي تقطّع أوصال الأراضي المحتلة؛ آلاف المعتقلين والأسرى ومعاناتهم في سجون الاحتلال؛ الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وسائر المقدسات، إلخ.

الاحتلال الصهيوني لفلسطين هو برميل البارود الدائم؛ تكفي شرارة واحدة ويكون الانفجار. وفي كل مرة، تختلف الشرارة، وتختلف التسمية.

لماذا السكاكين

في البداية، إليكم هذه الطرفة، التي راجت في الفيسبوك:

في المحكمة العسكرية، سأل القاضي الإسرائيلي شاباً فلسطينياً: لماذا طعنت الجندي بالسكين؟

قال الشاب: لأن ظروفي صعبة ولا أستطيع شراء مسدس!

وجاء في أحد التعليقات على هذا "البوست":

.. وفي رواية أُخرى، قال الشاب: لأن مسدسي صادرته السلطة الفلسطينية.

والله أعلم !

إذاً، بحسب الطرفة/الحكمة الشعبية، السكاكين هي ما تيسر من أدوات في ظل أوضاع الضفة الغربية. أمّا الإرادة فتظهر في هذا التصميم الأسطوري على تحدي جبروت الاحتلال. "التنسيق الأمني"، أحد إفرازات اتفاق أوسلو، لا الإفراز الوحيد بالتأكيد، تكفل بـ "تنظيف" الضفة الغربية من الأسلحة والمتفجرات ومحاولة استئصال المقاومين.

في أي حال، لم تكن السكاكين السلاح الوحيد. فقد شهد الشهر الأول من الحراك أكثر من 40 حادث إطلاق نار في مختلف أنحاء فلسطين، بما فيها بئر السبع.

الانفصال عن السلطة والفصائل

يشيع القول بانفصال الحراك الحالي عن السلطة والفصائل الفلسطينية. ظاهرة "الانفصال" ليست جديدة، لكنها تستفحل، وتستحق التوقف عندها. "شباب ما بعد أوسلو" أخذ يكفر بـ "سلطة أوسلو"، سلطة بلا سلطة واحتلال بلا تكلفة - حتى أبو مازن أقرّ بهذه المقولة بعد أن ظل طويلاً يتهم قائليها بالتطرف. ناهيك بفساد هذه السلطة الذي "طلعت ريحتو" وأخذ يزكم الأنوف.

وتأثر الشباب بـ "الربيع العربي" أيضاً: تحمسوا للتغيير وسخطوا لصعود الثورة المضادة، وربما هم يحتجون على تورط حركة "حماس" في حركة الإخوان المسلمين، بعيداً عن فلسطين.

عزوف الشباب عن الفصائل أمر واضح لا مراء فيه. ولا يمكن لأي فصيل فلسطيني أن يدعي قيادة الحراك. لكن أعضاء وكوادر الفصائل كلها يشكلون جزءاً عضوياً من شباب الحراك. أسماء الشهداء وكتاباتهم تشهد على ذلك كله.

هكذا كان الحال في الانتفاضتين السابقتين أيضاً.

العفوية والتنظيم

قيل في إبان الانتفاضة الأولى إنها انطلقت عفوية. لكنها سرعان ما صنعت الأطر التنظيمية الخاصة بها. إذ برزت "اللجان الشعبية" و"اللجان الضاربة" قبل نحو عام من ظهور القيادة الموحدة الرسمية للانتفاضة. وبالتدريج، هبّ الرصاص لمؤازرة الحجار، وتشكلت مجموعات "النمر الأسود" و"النسر الأحمر". وبالتدريج أيضاً، أخذت المقاومة المسلحة تتجذر في الأرض الفلسطينية بعد عقود من تمركزها في الخارج. وأصبح المهندس الشاب يحيى عياش أيقونة الشباب الثائر.

- لكن الاحتلال استطاع اغتيال أبو جهاد،"أول الحجار وأول الرصاص"، واغتيال يحيى عياش!

أجل، واغتال د. فتحي الشقاقي وأبو على مصطفى وقادة آخرين كثيرين .. وكاد يغتال مروان البرغوثي، ووضعه وراء قضبان سجن مؤبد. لكن "كتائب القسّام" و"سرايا القدس" و"كتائب أبو علي مصطفى"وشباب "شهداء الأقصى" و"قوات العاصفة" وغيرها واصلت المسيرة ولا تزال. ولا يزال مروان في سجنه وقيوده أكثر حرية وبهاء من المنطلقين على شاشات الفضائيات.

وفي أي حال، لا يخلو حراك من قَدْر من العفوية، حيث العفوية فضاء للمبادرات والإبداعات الفردية والشعبية، بما فيها الشبابية.

 

الخاتمة/البداية من جديد

يقول المتشائمون: ماذا حققت لنا الانتفاضات؟ صورة محمد الدرة لا تزال في الذاكرة: فتى أعزل لم يحمه أحد- حتى أبوه- من رصاصات الاحتلال، ولم تُعده إلى الحياة الأموال التي دفعها المحسنون من الخليج. والانتفاضة الأولى جرى استثمارها في جني ثمار أوسلو المرّة، والانتفاضة الثانية ذهبت إلى العسكرة.

بلى. صورة الدرة الضعيف العاجز حلت محلها صورة الفتى فارس عودة الذي يتحدى دبابة الاحتلال، وتحل محلها الآن صور آلاف الفتيان يصرعون الجنود والمستوطنين بكل ما تصل أيديهم إليه من أدوات، ومنهم "قناص الخليل" البالغ من العمر 16 عاماً.

أمّا إذا لئن كانت الانتفاضة لُدغت من جحر أوسلو في المرة الأولى، فإن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. وهذا ما أثبتته الانتفاضة الثانية، من خلال ما سماه بعض النخب السياسية والثقافية الأوسلوية "عسكرة الانتفاضة".

بالعودة إلى تلك الفترة، نجد أن شباب الحراك استعملوا آنذاك "كل ما تيسر لهم" من أدوات: الحجر؛ السكين؛ الدهس؛ قنابل المولوتوف؛ الأجساد الاستشهادية؛ البنادق؛ المسدسات... ونجد أن أريئيل شارون، الذي أشعلت زيارته للمسجد الأقصى فتيل المواجهة، كان يؤكد بإصرار أن نتساريم- إحدى مستوطنات قطاع غزة- هي مثل تل أبيب، لن تنسحب "إسرائيل من أي منهما." ونجد أن شارون هذا هو نفسه الذي قرر الانسحاب من مستوطنة نتساريم ومن القطاع كله.

... نجد أن "عسكرة الانتفاضة"، تصعيد المقاومة المسلحة مترافقة مع سائر أشكال المقاومة الشعبية، هي التي دحرت الاحتلال من قطاع غزة، وجعلت من القطاع أول منطقة محررة، يمكن أن تكون قاعدة من قواعد الانطلاق للتحرير الناجز.

****

ها هم، مرة أُخرى، ينبثقون من الأرض .. ويبدأون من جديد.

من الحارات والأحياء الشعبية والمخيمات والقرى يخرجون. ويتقدمون نحو حواجز الاحتلال في قلندية وشعفاط والجلمة وزعترة وحوارة والنبي إلياس ومحيط قطاع غزة.. ونحو مستوطنات أقامها غرباء على أرض الزيتون والشهداء. يتقدمون بأجسادهم وكوفياتهم وغضبهم المقدس وبما تيسر لهم من الحجار والسكاكين وزجاجات المولوتوف والألعاب النارية.. ويتقدمون نحو الآلة العسكرية الإسرائيلية الأميركية الصنع، نحو الوطن البعيد القريب، والحلم الذي كان مستحيلاً، وفي الأفق المفتوح على بحر يافا وحيفا وغزة.

شباب في عمر الورد، يتقدمون خطوة أُخرى.. ويبدأون من جديد.

متى يصلون؟؟

هل تكون ثورة في الثورة؟

Read more