نويهض. "الإسلام والسياسة: نشوء الدولة في صدر الدعوة" (بالعربية)
النص الكامل: 

الإسلام والسياسة: نشوء الدولة في صدر الدعوة

وليد نويهض. بيروت: مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتوثيق، 1994. 134 صفحة.

 

الرأي الشائع أن الإسلام دين ودولة. وثمة آراء تنكر أن يكون للإسلام نظرية في الحكم وفي الشأن العام، على الرغم من أن الكثير من المفكرين الإسلاميين كتب في "السياسة والرئاسة"، وصنّف في "التاج"  و"أخلاق الملوك" و"الأحكام السلطانية". فهو، بحسب هذه الآراء، دين فقط وطريقة للمعاملات بين الناس ومسلك خلقي وتعبدي. والكثير من المستشرقين الذين رفضوا مقولة أن الإسلام أسس، في سياق متراكم، دولة ونظرية للحكم، انطلق من مفاهيم أوروبية للدولة فقاس عليها بنية "الدولة الإسلامية" كما ظهرت في عهود متعاقبة. في حين أن للدولة الإسلامية، في نشأتها وتطورها، مساراً يختلف عن نشأة الدولة الأوروبية وتطورها، ولها خصائص تختلف أيما اختلاف عن المقومات المادية التي نهضت الدولة الإسلامية عليها.

إن هذا التباين، الشكلي والجوهري، بين نمطي الدولة - الإسلامي والأوروبي - هو ما يحاول الكاتب أن يسلط الضوء عليه. وفي هذا السبيل يعرض المؤلف لنشوء الدولة الإسلامية وللأفكار التي ادّعت أن نشوء الدولة بدأ في المدينة (يثرب)، عندما هاجر النبي محمد إليها، ولتلك التي رأت أن التأسيس جرى في العصر الأموي، في زمن الخليفة عبد الملك بن مروان الذي تأثر بنمط الدولة البيزنطية، فأنشأ دولته على طرازها. وقد انتهى المؤلف إلى القول إن الدولة الإسلامية بدأت في مكة وقبل الهجرة إلى المدينة. وهذا الرأي، على جديته وطرافته وجرأته، يحتاج إلى مزيد من التقصي والبحث.