الأسطة. "اليهود في الأدب الفلسطيني بين 1913 و1987" (بالعربية)
النص الكامل: 

اليهود في الأدب الفلسطيني بين 1913 و1987

عادل الأسطة. القدس: اتحاد الكتّاب الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، 1992. 175 صفحة.

 

يهدف هذا الكتاب إلى تتبع صورة اليهودي في الأدب الفلسطيني المعاصر. ولم يقتصر عمل المؤلف هذا على جنس أدبي معين، بل شمل الشعر والقصة والرواية والمسرح. وقد تبوأ الشعر في هذه الدراسة المكانة الرائدة، لأن القصة والرواية والمسرحية تأخرت في دخول فلسطين إلى بدايات العقد الثالث من هذا القرن، في حين أن للشعر شأناً متقدماً منذ زمن سحيق.

اختار المؤلف أن يبدأ بحثه من سنة 1913؛ ففي تلك السنة ظهر أول نص شعري فلسطيني يتحدث عن اليهود وعن الخطر الصهيوني نشره سليمان التاجي الفاروقي في جريدة "فلسطين" (27/11/1913). وكان الفاروقي نفسه حذّر سنة 1912 من الخطر الصهيوني في قصيدة نظمها في إثر انعقاد المؤتمر الصهيوني في مدينة بال سنة 1912، لكنه لم يأتِ في هذه القصيدة إلى ذكر اليهود، وإنما اكتفى بالتحذير من الخطر الصهيوني "الوافد من وراء البحار"، أمّا الذين وفدوا من وراء النهر فلا خطر منهم." كذلك اختار المؤلف أن يتوقف عند سنة 1987؛ ففي تلك السنة اندلعت أطول انتفاضة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

يعرض المؤلف لأعمال معظم الشعراء والأدباء الفلسطينيين، محاولاً اكتشاف الصفات المتواترة لليهود، فيرى أن أدب الخارج الفلسطيني شاعت فيه صورة تكاد تكون نمطية. فاليهودي يعبد المال، ويسخِّر النساء، وخصوصاً نساءه، لمصالحه. واليهود هم قتلة المسيح، ومغتصبو الأرض، وكفار وأشرار وأنذال وأذلاء. وفي حين تتراجع هذه النعوت في أدب الداخل، فلا نكاد نعثر فيه على الصفات القبيحة هذه، تحل محلها إمّا صورة اليهودي المتعجرف وغير العادل والغاصب للأرض، وإمّا صورة اليهودي الإنسان لكن الجاهل تاريخ هذه المنطقة وشعبها، وبالتالي فإن الحوار والتعايش ممكنان، وهما كفيلان بردم هذه الهوة وإجبار اليهودي على الاعتراف بالآخر الفلسطيني والتساوي معه.

تناول المؤلف أعمال أبرز الشعراء والأدباء والمسرحيين الفلسطينيين في الداخل والخارج. لكن الواضح أن الكاتب أهمل الكثير من الأدباء والشعراء والمسرحيين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها أمثال جبرا إبراهيم جبرا، وفاروق وادي، ويوسف الخطيب، وراشد حسين، وأبو سلمى، وتوفيق صايغ، وعز الدين المناصرة، وغيرهم. لكن من غير الواضح لماذا أهملهم وما هو معياره النقدي الذي اختار على أساسه من اختار وأغفل من أغفل.

إذا كانت تلك صورة اليهودي في الأدب الفلسطيني المكتوب قبل سنة 1987، فما هي صورة اليهودي في الأدب الفلسطيني الذي سيُكتب بعد 13 أيلول/سبتمبر 1993؟