فرحات. "القدس في الوثائق الفاتيكانية" (بالعربية)
النص الكامل: 

يبدو مصير مدينة القدس الأكثر غموضاً بين المصاير الأخرى للأراضي العربية المحتلة منذ سنة 1967. فبينما تنهمك الوفود العربية والإسرائيلية، التي اجتمعت حول طاولات المفاوضات في مدريد وواشنطن وموسكو، في تقديم المشاريع والحلول والتصورات المتعلقة بمصير الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان والجنوب اللبناني، وفي حين تبدو هذه المشاريع والمقترحات واضحة تماماً إلى حد كبير، فإن مصير القدس لم يتجاوز حتى الآن الشعارات. فالإسرائيليون أطلقوا شعارهم منذ زمن بعيد: "القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل". والفلسطينيون ما برحوا يرددون: "القدس عاصمة الدولة الفلسطينية". ويكاد الكثير من دول العالم يؤكد ألا تقسيم مجدداً لمدينة القدس، وأن المدينة يجب أن تبقى موحدة مهما يكن شكل السلام الذي يتم التوصل إليه. فإذا كان العرب والإسرائيليون ظلوا يتقاسمون المدينة حتى سنة 1967، عندما احتلتها إسرائيل وضمتها إليها، فإنهم اليوم يتنازعون في شأنها. لكن أيّ تنازع هذا بين صاحب الحق ومغتصبه؟

إن كتاب "القدس في الوثائق الفاتيكانية" كتاب راهن، جاء ليسد الحاجة إلى إظهار موقف الفاتيكان من القدس منذ سنة 1887، زمن البابا ليون الثالث عشر، حتى سنة 1986، أي منذ الحكم العثماني، متدرجاً نحو الانتداب البريطاني ومطالب الحركة الصهيونية وإعلان بلفور سنة 1917، مروراً بمختلف الأحداث الإقليمية والدولية التي أدت، في النهاية، إلى قيام إسرائيل سنة 1948.

يحتوي الكتاب على 100 وثيقة، يرجع تاريخ الأولي منها إلى 26/12/1887، وعنوانها "لتكن القدس والأماكن المقدسة محروسة ومصانة"، وهي للبابا "لاوون" الثالث عشر، وينتهي بوثيقة بعنوان: الأرض التي تقدست بأقدام ابن الله"، وهي رسالة من البابا يوحنا بولس الثاني إلى مجلس جمعية القبر المقدس بتاريخ 15/5/1986. والكتاب في أربعة فصول: في الفصل الأول كلمة للرئيس شارل حلو – وهو السفير السابق في الفاتيكان – وتعريف بالكتاب من إميليو كولومبو الرئيس السابق للحكومة الإيطالية، وتقديم من اليسوعي جيوفاني رولي؛ في الفصل الثاني عرض للوثائق البابوية؛ في الفصل الثالث أربع مذكرات فاتيكانية تنتمي إلى أعمال الدبلوماسية؛ أما الفصل الرابع، فيتضمن ملاحق تحتوي مقالات وتعليقات صحافية ودراسات نشرتها الصحف الفاتيكانية.