مجلس كنائس الشرق الأوسط. "ما هي الصهيونية المسيحية الأصولية الغربية؟" (بالإنكليزية)
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

ما هي الصهيونية المسيحية الأصولية الغربية؟

What is Western Fundamentalist

Christian Zionism?

Middle East Council of Churches.

Limassol, Cyprus. Revised Edition,

August 1988.

 

لئن كانت الصهيونية العمالية قد توسَّلت، لبناء دولة إسرائيل، أسطورة "الشعب المضطهد" الذي يحتاج إلى ملاذ، فقد جاءت الصهيونية التصحيحية تستغل أسطورة "الشعب المختار"، الذي حقق نبوءات التوراة، لتدعم سلطة هذه الدولة على "أرض إسرائيل"، كما جاء يؤازرها على ذلك مذهب "الصهيونية المسيحية"، الذي يرى أنَّ إسرائيل قد حققت نبوءات العهد الجديد أيضًا، ويسوِّغ احتلالها على أسس لاهوتية وكتابية.

وقد تضافرت عوامل عدة، منذ انتخاب بيغن سنة ١٩٧٧، على تنمية قوة "الصهيونية المسيحية" كمذهب ديني مسيَّس جدًّا وملتزم تأييد الجناح التصحيحي من الحركة الصهيونية وتعزيز سيطرة إسرائيل على الأراضي المحتلة. والكتيِّب إذ يعرض بإيجاز لتاريخ النمط الأصولي الغربي من "الصهيونية المسيحية"، ولأبرز شخصياته، وأهم مفاهيمه وعقائده اللاهوتية، والمشكلات التي يثيرها في وجه المسيحيين في الشرق  والمسيحية إجمالًا، يعبِّر عن موقف مجلس كنائس الشرق الأوسط المناهض لهذا المذهب، على الصعيدين النظري والعملي. فهو يأخذ، من وجهة النظر اللاهوتية، على منظِّري "الصهيونية المسيحية" تقليلهم من أهمية يسوع المسيح المركزية، وصرفهم الاهتمام إلى الخلاص والدينونة من بعد إعادة تعريفهما (فعند وليم فان در هوفن، مثلًا، أنَّ المسيحيين سيحاسبون بحسب عملهم من أجل دولة إسرائيل ونصرتها). أما من وجهة النظر العملية، فهو إذ يؤكد احترامه لحرية المعتقد وحق المسيحيين، كغيرهم من الناس، في أنْ يلتزموا القضية السياسية التي يمليها ضميرهم عليهم، إلَّا أنَّه يعدُّ "كل محاولة لتقديس أية أيديولوجية سياسية أو أية دولة ووضعهما فوق متناول النقد البشري أو المعايير الخلقية" أمرًا يستدعي التساؤل من الناحيتين الكتابية واللاهوتية معًا.

والكتيِّب، وإنْ كان لا يعنى (وربما كان ذلك لصغر حجمه) بالرد النظري على المزاعم اللاهوتية التي يرفضها، فهو يرمي عمليًا إلى أنْ يكون "مذكِّرة" لكنائس الأرض تحذرها من مخاطر "الصهيونية المسيحية" وأيديولوجيتها وأهدافها، وتحث المسيحيين عامة، ولا سيما الإنجيليين الغربيين المتميزين من "الصهيونية المسيحية"، على اطِّراح هذه الظاهرة واعتبارها بدعة تخالف أصول تفسير الكتاب المقدس، وتناصب كنائس الشرق الأوسط العداء، وتعمل على تقويض مساعيها نحو الوحدة والتفاعل البنَّاء مع باقي أديان المنطقة.