نوع الخبر: 
تأملات كورونية: قابيل، وإنكيدو، وجورج حاتم
التاريخ: 
28/08/2020

كان يكفي أن يفتتح دونالد ترامب حملة مكافحة وباء كورونا بما سمّاه "الوباء الصيني" لتتسلل ذكريات وإيحاءات عن العلاقة بين الأوبئة والصراعات السياسية والاجتماعية. ثمة مخزون عنصري عميق في الولايات المتحدة تجاه الصين، ومن محطاته المبكرة التمييز والتعيير ضد العمال الصينيين الذين استُقدموا لبناء خطوط سكك الحديد، خلال "الهجمة على الذهب".

تجدد القذف العنصري مع الحملة ضد الصين الشعبية بعد انتصار الثورة فيها في سنة 1949، وهنا ولدت فزاعات "الوباء الأصفر" و"الزحف الأصفر" و"الخطر الآسيوي"، والتي عمّمتها أيديولوجيات الحرب الباردة. على أن عبارة ترامب الأخيرة في تسييس الأوبئة وتشخيصها جاءت في ذروة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وتعبيراً عن الخوف من تنامي قوة الأخيرة العسكرية. وفي الحالتين ثمة ما يشير إلى التعيير العنصري، إذا كان يتوسل لون البشرة، لكنه لا يكتسب مضمونه إلّا بفرض تراتب قيمي اعتباري يتضمن التمييز الاستعلائي أو إعلان التفوق وما يستتبعه من تعيير وتحقير بين جماعات، أكان ذلك طبقياً أم عرقياً أم قومياً أم دينياً.

news Image: