الملصَق الفلسطيني: الترويج للمعالم والرموز الوطنية
التاريخ: 
23/07/2020
المشروع الرقمي: 
الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية

 

مرّ الملصق الفلسطيني بعصر ذهبي في الفترة الممتدة من أوائل ستينات القرن العشرين حتى سنة 1982، وهي الفترة التي شهدت عودةَ انبثاق الهوية الفلسطينية بعد اختفائها عن الأنظار في إثر النكبة، وتأسيسَ منظمة التحرير الفلسطينية، والتعبئةَ الدولية المناهضة للإمبريالية من أجل دعم "الثورة" الفلسطينية. تُجسِّد هذه الفترة، فضلاً عن محوريّتها وفرادتها، واحدة من مراحل تاريخ الفنون الغرافيكية الفلسطينية التي تميّزت بتشعّب مساراتها منذ عهد الانتداب، حينما كانت الملصقات تُستخدم كوسيلة إعلانية وكأداة سياسية، وصولاً إلى حقبة ما بعد أوسلو، عندما عادت الملصقات كوسيلة إعلان مع تهميش دورها كحاملٍ لرسائل سياسية.

تختلف دراسة الملصقات عن سواها من الفنون الفرعية في تاريخ الفن، لأن الملصقات هي عبارة عن تقاطع بين العمل الفني وصناعة الإعلان. فالملصق وسيلة يتم إنتاج طبعات متسلسلة منها عن طريق طباعة الأوفست، والطباعة اللوحية (الليتوغرافيا)، والطباعة على القماش (السيريغرافيا)، ولا يمكن لتلك الوسيلة أن تحقق ربحاً مادياً كالعمل الفني. مع ذلك يمكن للملصق أن يكون إنجازاً متقناً مثله كمثل أي عمل فني، ونظراً لطابعه التسلسلي فإن أساليب ترويجه تجعله في بعض الأحيان أشد تأثيراً وتمرّداً. تحظى الملصقات بمكانة خاصة في عوالم الممارسة الفنية النضالية السياسية، لأن الفنانين يعتبرونها مثالاً عن التعبير الإبداعي الموجَّه نحو التعبئة الشعبية. وفي أعراف تصميم الملصق، يجب أن يخاطب المركَّبُ البصري وعناصرُ الرسم المخيلةَ الجمعية، وذلك عبر استخدام الرموز المعروفة على نطاق واسع، والتباينات الشديدة، وإضفاء الأسلوب الخاص للفنان.... للمزيد

news Image: