عام الجراد: الحرب العظمى ومحو الماضي العثماني من فلسطين
تأليف: 
الناشر: 
The Institute of Jerusalem Studies and Institute for Palestine Studies
سنة النشر: 
2008
اللغة: 
عربي
عدد الصفحات: 
368
كلمات مفتاحية: 
الحرب العظمى
الحرب العالمية الاولى
الدولة العثمانية
العسكري احسان
علي روشن بيك
قائمة المحتويات
نبذة مختصرة

عالجت هذه الدارسة تأثير الحرب العظمى من خلال عدة مستويات من الرؤية: مستوى بلورة الهوية الوطنية القومية، ومستوى استبطان تجربة الحداثة في أحاسيس الناس. يظهر هذان المستويان للوعي بعد مضي قرن من الزمن وكأنهما خطاب واحد متكامل – على الرغم من كونهما تجربتين منفصلتين في وجدان الناس الذين عاشوا أهوال الحرب العظمى. فأحاسيس الحداثة التي شملت ظهور الفردانية، والحب الرومانسي، وزيادة فرص الحراك المهني، والحياة المستقلة عن العائلة (وإن كانت حياة تعتمد على حيّز العائلة) كلها تحولات خاضها الناس كتجارب لم ترتبط بأذهانهم بالضرورة بتبلور وعي قومي جديد في فلسطين، مع أن الظاهرتين تزامنتا. ذلك بأنه على الرغم من ارتباط هذين الحدثين معاً – بمعنى أن التغيير الأول أوجد الإطار الهيكلي لحدوث الثاني، فالواقع أنهما كانا منفصلين كتجربة حياتية. فقد كان ظهور الفردانية المستقّلة عن إطار العائلة والقوم تجربة حادة وواضحة المعالم واتخذت شكل التمرد الإبداعي والاستقلال الفردي، وكان التعبير عن الهوية الوطنية كانتماء متعدٍ للارتباطات المحلية – بعكس المتوقع – هلامياً ومجرداً.
تتميز أهمية يوميات العسكري إحسان (كما هو الوضع مع يوميات الفصيح وآخرين من المقاتلين) في بعدين. تميزت أولاً في أن مؤلفيها كانوا جنوداً عاديين وغير مساءلين تجاه السلطة من خلال آرائهم أو أعمالهم إلاّ بالمعنى الأخلاقي الضيق. وثانياً تميزت كتاباتهم في أنها دُوِّنت في لحظة حدوث الحدث، وبذلك سمحت لنا أن نستمع إلى خطاب ذلك الزمان بلغته وأن نعيش التجربة كما تجلت للكتابة آنياً. فهي في النهاية أفكار وأحاسيس لا تشوبها الرقابة الذاتية ولا تخضع لعملية إعادة الصوغ في ضوء التجربة الاسترجاعية.
تلقي يوميات الحرب أضواء جديدة على التغييرات التي اجتاحت الحياة اليومية في مدن المشرق العربي في نهاية الحقبة العثمانية. نرى ذلك في وصف محمد الفصيح ليوميات القتال في جبهة جاليـپـولي، وفي يوميات الحياة اليومية خلال خدمة إحسان الترجمان في القيادة العسكرية العثمانية في القدس، على الرغم من الاختلاف الجذري في رؤية الكاتبين، وتجربتهما المتباينة للحرب. فهذه اليوميات تعكس تحديداً تمايز التركيب الإثني والتغيير في الوعي والانتماء الوطني في أوساط جنود الجيش العثماني وضباطه.

عن المؤلف

سليم تماري، أستاذ جامعي ورئيس تحرير مجلة Jerusalem Quarterly، مدير مكتب المؤسسة في رام الله سابقاً، وباحث رئيسي في مؤسسة الدراسات الفلسطينية (IPS Senior Fellow) وعضو الوفد الفلسطيني إلى مجموعة العمل الخاصة باللاجئين.