13 كانون الأول
2013
Type of event: 
كلمات متنازع بشأنها: فلسطين، اللغة والخطاب السياسي
المكتب المنظم: 
مؤسسة الدراسات الفلسطينية - بيروت
التاريخ: 
الجمعة, 13 كانون الأول 2013 - 2:00مساءً
اللغة: 
عربي
الموقع: 
بيروت
موضوع الفعالية: 

نظّمت مؤسسة الدراسات الفلسطينية، في 13 كانون الأول/ديسمبر 2013 في حرم الجامعة الأميركية في بيروت – ويست هول – أوديتوريوم ب.، بالاشتراك مع كلية علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والإعلام في الجامعة ورشة عمل بعنوان: " كلمات متنازع بشأنها: فلسطين، اللغة والخطاب السياسي". وقد نسقت هذه الورشة بناء على توصية من لجنة الأبحاث في مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وجاءت تطبيقاً عملانياً للأفكار المقترحة عن توجه المؤسسة الاستراتيجي على المستويين الفلسفي والفكري. ترأس ورشة العمل هذه الدكتور كميل منصور كما قام الدكتور محمد علي الخالدي بوضع التصور المفاهيمي للورشة واقترح أسماء المشاركين فيها.

قسمت الورشة إلى جلستين: تحدث في الأولى كل من الدكتور محمد علي الخالدي والدكتورة جولي بيتيت. أما في الثانية فتحدث كل من الدكتور تيري ريجير والدكتورة آمال بشارة.

وفيما يلي ملخص لبعض المشاركات التي ألقيت في هذه الورشة:

محمد على الخالدي: "متى لا يكون الجدار جداراً؟ فلسطين، اللغة والخطاب السياسي"

يسلّط هذا العرض الضوء على أربعة أنواع من الظواهر اللغوية التي ترتبط بالخطاب السياسي بشأن فلسطين، ولا سيما الخطاب الإعلامي والسياسي الرسمي الناطق باللغة الإنكليزية.

أولى هذه الظواهر اللغوية هي "المناورة اللغوية": وتعني استخدام تعابير تشوّه منهجياً أو تسيء وصف جوانب أساسية من القضية الفلسطينية، وخصوصاً التعابير ذات التكافؤ الإيجابي أو السلبي والمستخدمة من دون تبرير.

ثاني هذه الظواهر اللغوية "التكييف اللغوي"، وهو عملية استبدال تعبير حقيقي يصف جانباً من الوضع في فلسطين بآخر مضلل، وذلك بهدف خلق تسوية ما بين الطرفين. ويحدث ذلك بصورة خاصة عندما يُدخل الخطاب الإسرائيلي الرسمي تعبيراً جدلياً ليحلّ مكان آخر حقيقي، ويتجاوب الإعلام باستبداله بتعبير "محايد"، فيمثّل هذا في الحقيقة تنازلاً لمصلحة التعبير الجدلي.

أما "التخصيص اللغوي"، وهو الظاهرة اللغوية الثالثة، فهو نمط استخدام بعض العبارات أو الشعارات المرتبطة إجمالاً بإسرائيل وتُتخذ على نطاق واسع لتكون ملائمة أو مناسبة، وربما لا تنطبق على حالات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الرابط ينتج بفضل التكرار الهائل ومن دون مبرر مستقل أو اعتبار للدقة.

آخر هذه الظواهر اللغوية هو "التغريب اللغوي": ويقع عندما تستعمل كلمة أو عبارة عربية في الخطاب الأجنبي في حين يكون البديل أو المرادف الأجنبي متوفراً لها، وذلك بهدف الإبعاد أو العزلة. ففي بعض الحالات لا كلها، حين يستخدم تعبير عربي لوصف الأعمال الفلسطينية أو الثقافة السياسية، يمكن لهذا الاستعمال أن يخلق الانطباع بأن الفلسطينيين هم آخرون، أو أنهم مختلفون اختلافاً جوهرياً.

عندما يتعلق الأمر بالظواهر اللغوية الأربع، فإن فهماً أفضل لكيفية تفاعل اللغة مع القضية الفلسطينية يمكنه أن يساعد في شرح بعض المعالم المهمة للخطاب السياسي، وكذلك بعض المفاهيم الخطأ والشائعة عن فلسطين وإسرائيل وطبيعة الصراع بينهما.

جولي بيتيت: التشكيل والتسمية والتصانيف اللغوية: تصوّر فلسطين

تطرح هذه الورقة عمل التصانيف اللغوية والتصانيف المفاهيمية، وهو العمل الدؤوب الذي يمكّن ويشرّع نزع الملكيات وإعادة تعريف الأرض والأشخاص من جهة، ويتحدى هذه العمليات من جهة أخرى. وهذه  التصانيف اللغوية والتصانيف المفاهيمية تعمل أيضاً على تهميش أو إسكات الرواية الفلسطينية. بمعنى آخر، إنها تتشابك، في ظل المسعى القومي الاستيطاني، مع السلطة بشدة وعن قصد. فهي تعمل على جعل ما بُني يبدو كأنه شيء طبيعي لا يمكن تجنبه، أو أنه أمر عادي. إن أحد المؤشرات إلى أهمية التصانيف المفاهيمية واللغة يكمن في مراقبة الأحاديث عن فلسطين التي تبتعد عن حدود المصالح الصهيونية، ومراقبة الاهتمام المبالغ فيه والمكرّس لها على يد آلية العلاقات العامة الإسرائيلية واستخدامها منابر للتحدث وحملة ترويج إعلامية حديثة تتوجه نحو الجامعات. في فلسطين، اللغة تؤثر وتحقق إنجازات. إنها حقل ألغام، إنها حرفياًَ جزء من ترسانة يجب توخي الحذر لدى التعامل معها. إن جزءاً من قوة الروايات السائدة والتصانيف المفاهيمية هو قدرتها على جعل المفاهيم الأخرى لا يصح ذكرها، أو لا مجال للتفكير فيها.

آمال بشارة: الاحتجاج على الخط الأخضر: البلاغة الفلسطينية بين التصدع والوحدة

تكسّر الثورات العربية في ظل الاحتلال العسكري

مع أن المواطنين الفلسطينيين سواء الذين يقيمون بإسرائيل أو بالضفة الغربية قلما يلتقون وجهاً لوجه، إلا إنهم يتشاركون ثقافة سياسية مشتركة وفي نواح متعددة. وفي هذا العرض، ألقيت الضوء على الرموز والعناصر الشعائرية للثقافة الفلسطينية العامة في هذين المجتمعين. كما تحريت الطرق التي يتبعها كل منهما في إحياء المناسبات المهمة في الروزنامة السياسية الفلسطينية، بما فيها يوم الأرض وذكرى النكبة. فعلى سبيل المثال، في العام 2011، كان للشعار نفسه المرفوع آنذاك: "الشعب يريد إنهاء الانقسام" معان مختلفة على جانبي الخط الأخضر، إلا إن مجرد رفعه من الجانبين كان يشير إلى رغبتهما في الوحدة. لقد وضعت هذا التحليل للأحداث السياسية الفلسطينية في سياق الأحداث الراهنة في العالم العربي، ففي النهاية، الشعار المذكور أعلاه يحيلنا إلى الشعار الشهير للثورات العربية: "الشعب يريد إسقاط النظام".

صور الفعالية