بيان الأسرة الأوروبية في شأن التسوية في الشرق الأوسط ، 9 كانون الأول/ديسمبر 1989
Full text: 

يرغب المجلس الأوروبي في ان يشدد مرة أخرى على الضرورة الملحة لإيجاد تسوية سياسية للصراع العربي – الإسرائيلي. وهو يسجل، في هذا الشأن، ان موقف [الدول] الاثنتي عشرة محدد في إعلان مدريد الصادر في 27 حزيران/يونيو 1989. وأن هذا الإعلان لا يزال، بعناصره كافة، ساري المفعول تماماً.

وبهذه الروحية، ومع الضمانات المحددة في إعلان مدريد، أيدت [الدول] الاثنتي عشرة اقتراح إجراء انتخابات في المناطق المحتلة، باعتبارها خطوة في عملية نحو تسوية شاملة. وكذلك، فإنها تشجع الجهود التي تًبذل من أجل قيام حوار بين الأطراف المعنية مباشرة. وهي تذكّر بالجهود التي تقوم هي نفسها بها لهذه الغاية، مع احترامها المبادئ التي تُرشد بحثها عن تسوية. وان المهمة التي قام وزراء الترويكا [الأوروبية] بها مؤخراً هي مثل موضح لها.

ان المجلس الأوروبي، إذ يشعر بقلق بالغ إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، ويدعو القوة المحتلة إلى ضرورة ان تلتزم، التزاماً صارماً، تعهداتها بموجب اتفاقية جنيف الرابعة التي لوحظ أنها لم تتقيد بها في مجالات أساسية مثل المجالين التعليمي والصحّي، يأسف بشدة للتدهور المستمر للوضع في المناطق المحتلة، والذي يؤثر تأثيراً جدياً في أوضاع معيشة السكان، ويعرّض للخطر مستقبل المجتمع الفلسطيني بصورة دائمة، ويمنع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق.

ان الأسرة [الأوروبية] والدول الأعضاء فيها مصممة على زيادة مساعداتها لسكان هذه المناطق زيادة مهمة. وان الأسرة، وضمن إطار اتفاقيتها الثلاثية الجديدة 1990/1992، ستواصل وتزيد في مساعداتها للفلسطينيين من خلال الأونروا، والتي بلغت ما يزيد على 388 مليون وحدة نقدية أوروبية (ECU) منذ سنة 1971. وهي ترغب في أن تتيقن من تنفيذ نشاطات الأونروا من دون عائق. وخلال الفترة نفسها، يضع المجلس الأوروبي هدفاً له مضاعفة المساعدات المباشرة التي تقدمها الأسرة، والتي بلغت 23 مليون وحدة نقدية أوروبية (ECU) منذ سنة 1981. وهكذا تنوي الأسرة أن تساهم في تنمية المناطق المحتلة اقتصادياً واجتماعياً، وأن تساعد – بجهودها في مجال الصحة والتعليم ودعمها المؤسسات الفلسطينية المحلية أيضاً، في المحافظة على المستقبل المشترك للشعب الفلسطيني.

 

* Al-Fajr (Weekly), (Jerusalem), December 18, 1990.