Historiography of the Nakba: New Research Trends
Full text: 

يُؤخذ على المؤرخين العرب والفلسطينيين غياب مراجعة نقدية لأحداث حرب النكبة، وما تلاها من تدمير المجتمع الفلسطيني وتجزئته وتشتته في أنحاء المعمورة. ويقابَل هذا الغياب بمساهمات المؤرخين الإسرائيليين الجدد الذين تصدوا للرواية الصهيونية في الثمانينيات، وأعادوا تفسير قيام الدولة الإسرائيلية وتدمير المجتمع الفلسطيني، اعتماداً على المصادر العسكرية الإسرائيلية التي طمست قصة النكبة سابقاً.

وغالباً ما تتمحور المراجعة النقدية لأحداث نكبة 1948 وما تلاها، حول مسألتين:

أ ـ غياب مصادر أرشيفية عربية وفلسطينية موازية للمصادر الإسرائيلية.

ب ـ غياب مراجعة نقدية لأحداث الحرب موازية للخطاب الصهيوني ونقده من طرف المؤرخين الجدد.

وقد تصدى لهذه الحجة العديد من الكتّاب العرب والفلسطينيين ـ بدءاً بقسطنطين زريق ووليد الخالدي، وانتهاء بنور مصالحة وعادل منّاع ـ ومناصريهم من الأوروبيين، وأشاروا إلى انعدام التوازن في هاتين الروايتين لعدة أسباب تتعلق بالسياق الذي رافق بروز الحركة الصهيونية وعلاقتها بالانتداب البريطاني، وكذلك علاقة تاريخ المنتصر بالمغلوب على أمره. كما ذكّروا بأن غياب الأرشيف الفلسطيني مرهون بغياب الدولة الحاضنة لأجهزة البحث المواجهة لنهب التراث الثقافي، إذ كان في إمكان هذه الأجهزة أن تبني نواة هذا الأرشيف، في النصف الثاني من القرن العشرين.

وأشار هؤلاء أيضاً، إلى أن البحث التاريخي في موضوع النكبة استعاد أنفاسه مع تصاعد حركة المقاومة، وبناء المؤسسات البحثية المرافقة لها، والتي أبرزت طاقات دراسية كان لها دور كبير في التصدي للرواية الإسرائيلية.

وذكر هؤلاء الكتّاب والمؤرخون كذلك أن غياب الأرشيف المدون دفع الباحثين إلى تطوير أدوات بحثية رائدة ترتكز إلى منهجية التأريخ الشفهي، وملاحقة الدراسات التابعة والفئات المهمشة، ودراسة التواريخ المحلية للقرى المدمرة، ومتابعة حياة اللاجئين في الشتات العربي والمنافي الغربية.

ولا شك في أن غياب الخطاب العلمي المبني على استقراء المدونات الأرشيفية، جرى الاستعاضة عنه بغنى الرواية الأدبية لحياة الشعب الفلسطيني، والتي تجلت في حبكات إثنوغرافيا النكبة في روايات سميرة عزام وإميل حبيبي ومحمود شقير وحنا أبو حنا في الداخل، وفي أعمال إلياس خوري وعبد الرحمن منيف وابراهيم نصر الله في الخارج.

هذه الحجج كلها ـ إن جازت التسمية ـ لغياب الرواية الفلسطينية لتاريخ النكبة، صحيحة وذات وزن، إلاّ إنها غير مقنعة تماماً، وتذكّرنا بقول الشاعر الراحل توفيق زيّاد: "انتصرنا بالتاريخ، لكنهم أخذوا الجغرافيا."

في البدء يجب أن نتعرض للصمت الفلسطيني المدوي في معالجة آثار النكبة في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات؛ فباستثناء مجموعة الدراسات الرائدة التي قدمها وليد الخالدي في كتابه: "من المأوى إلى الغزو: قراءات في الصهيونية والمسألة الفلسطينية حتى سنة 1948" (From Haven to Conquest: Readings in Zionism and the Palestine Problem until 1948)، وكتابات قسطنطين زريق وقدري طوقان وموسى العلمي وجورج حنا بُعيد نكبة 1948 (والتي أُعيد نشرها في الذكرى الستين للنكبة)، فإن حرب 1948 بقيت محصورة، في الغالب، ولعقود طويلة، في كتابة المذكرات (عبد الله التل؛ أكرم زعيتر؛ محمد عزة دروزة؛ وآخرون)، وفي مساهمات شعرية وروايات.

ولم يتغير هذا الوضع إلاّ بعد هزّتين فرضتا إعادة نظر في تفسير ما حدث واستخلاص العبر منه:

أولاً، هزيمة 5 حزيران / يونيو 1967، والتي أعقبها بروز دور المقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل. وشكّل كتاب "النقد الذاتي بعد الهزيمة" (1969) لصادق جلال العظم، بدايات النقد الفكري العربي، متزامناً مع كتابات المؤرخين الإسرائيليين الجدد (سمحا فلابان؛ توم سيغف؛ بني موريس؛ آفي شلايم؛ وآخرون).

ثانياً، اجتياح إسرائيل للبنان في سنة 1982، ثم اتفاق أوسلو في سنة 1993 وقيام الكيان الفلسطيني الجديد، وحلول الذكرى الخمسين للنكبة.

وقد انبثق من هذه المفاصل مجتمعة، سيل من الأبحاث التاريخية الجديدة التي ارتكزت إلى منهجية جديدة تعتمد على استقراء الذاكرة الجمعية للثورة والحرب (التاريخ الشفهي)، في غياب الأرشيف المدون.

تمثلت هذه المنهجية في إدخال نسق نظري جديد (Paradigm) يتجاوز التاريخ السياسي التقليدي الذي يعتمد على إخضاع الحدث للعمليات العسكرية ودور النخبة القائدة فيه، إلى التاريخ الاجتماعي لأوضاع الفئات المهمشة من الفلاحين وفقراء المدن والنساء.

نعرض هنا خمس حالات هي نماذج من التيارات البحثية الجديدة، يجمعها التماهي مع تيارات نظرية في التأريخ العالمي من مدرسة الحوليات الفرنسية إلى الرؤيا الفوكووية [نسبة إلى الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو]، ومحاولة ربط الوضع الفلسطيني بمجريات الأمور في المنطقة وفي العالم. وهي تشترك في ابتعادها عن خطاب الرثائيات والغدر والانهيار الذي ساد الكتابات السابقة بشأن كارثة فلسطين، كما أنها، باستثناء الحالة الأولى، تشترك في استخدامها المفرط للتأريخ الشفهي وإعطاء صوت لمَن لا صوت لهم. ويمكن ترتيب الحالات الخمس كالتالي:

1 ـ مصير عرب فلسطين حُسم في سنة 1939

ساهم رشيد الخالدي في كتابه: "القفص الحديدي: قصة الصراع الفلسطيني لإقامة دولة"، والذي يُعدّ دراسة رائدة في الأسباب المستترة للهزيمة، في توفير إطارين تفسيريين للهزيمة:

أ) الأول يتعلق بموقف الانتداب البريطاني من النخبة الفلسطينية، والذي حرمها احتلال مراكز مهيمنة في عملية بناء الدولة، في مرحلة ما بعد الاستعمار، في الوقت الذي حافظ على توفير سبل الدولانية للحركة الصهيونية، من تدريب الميليشيات، إلى بناء قطاع الدولة إدارياً ومالياً وعسكرياً.

ب) الثاني يتعلق بمعالجة جذور الانهيار الاجتماعي والعسكري للمجتمع الفلسطيني، جرّاء تدمير هذه البنى الفاعلة في ثورة 1936 ـ 1939.

يقول الخالدي: "دخل الفلسطينيون المعركة بعد قرار التقسيم في ظل قيادة منقسمة على ذاتها، بمصادر تمويلية منعدمة، ومن دون جهاز عسكري مركزي أو إدارة مركزية، ومن دون حلفاء يُذكرون ـ وبذلك يكون مصير المجابهة مع إسرائيل والحركة الصهيونية قد حُسم مسبقاً."* ويلاحظ الخالدي أن الفترة الزمنية الفاصلة بين القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني في سنة 1939 وقرار التقسيم، هي ثمانية أعوام فقط، أي أنه لم يكن في استطاعة القيادة أو الشعب أن يلتقطا أنفاسهما خلالها.

2 ـ خطاب قومي بديل: عالم الفلاحين المغيّب

نجد فيما قامت به روزماري صايغ في مخيمات اللاجئين في لبنان، تحدّياً للخطاب القومي المهيمن بشأن أسباب الهزيمة، وذلك من خلال تقديم رؤيا تعتمد على روايات متعددة للمهمشين. وبُني على المنهج الذي اتبعته صايغ، أعمال مهمة لجولي بيتيت (Julie Peteet)، ولالا خليلي، وفيحاء عبد الهادي.

تكمن أهمية دراسات صايغ في أنها عالجت مظاهر الحياة اليومية لثلاثة أجيال من النساء اللاجئات، تتجلى فيها التجربة الذاتية للحياة كمصدر أساسي للتأريخ. فقد قدمت صايغ قصص هؤلاء النساء بصفتها خطاباً قومياً بديلاً، لا يقتصر كما في السابق، على حياة الأحزاب والنخب وعالم الرجال، معتمدة على تحليل وحدة البيت والعائلة ووتيرة الحياة اليومية، ومتجاوزة الافتراض السائد في أدبيات الثورة، بأن الشتات في سنة 1948 هو بداية التاريخ، وأنه يطمر الحياة الاجتماعية التي سبقت النكبة.

وبهذا المنهج، طورت روزماري صايغ رؤية تاريخية تناقض "البارادايم" القائم على "الفردوس المفقود"، والذي نجده في تواريخ القرى المدمرة في فلسطين قبل النكبة.

3 ـ سقوط مدن الساحل خلال حرب 1948

يشكل سقوط مدن الساحل ـ يافا وحيفا تحديداً ـ وهروب الطبقات الوسطى منها في ربيع سنة 1948، عنصراً مهماً في تفريغ هذه المدن وانهيارها خلال العملية العسكرية. وتوفر لنا رواية أحداث مدينة يافا في أعمال نُشرت مؤخراً لصلاح إبراهيم الناظر ومحمد سعيد إشكنتا، رؤية مغايرة تتحدى الادعاء بأن هزيمة بورجوازية المدينة كانت العامل الحاسم في هذا السقوط، وذلك بالاعتماد على روايات شهود عيان على الأحداث، في آذار / مارس ونيسان / أبريل المصيريين.

وبينما يعتمد صلاح إبراهيم الناظر على دوره كناشط عسكري، ومراقب لأحداث الحرب والهجوم المدمر الذي شنّته قوات الإرغون والإتسل، يرفد إشكنتا الرواية العسكرية بقراءة متأنية لأوراق محمد نمر الهواري (قائد ميليشيات النجادة)، وأوراق رفيق التميمي الذي مثّل الهيئة العربية العليا، ومذكرات غير منشورة لرئيس بلدية يافا الأخير، يوسف هيكل.

توفر لنا سرديّتا الناظر وإشكنتا إدانة لتقاعس عملية الدفاع عن يافا ـ مدينة فلسطين الأولى من حيث الأهمية الديموغرافية والاقتصادية، وإدانة تحديداً لدور جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وللدور السياسي للهيئة العربية العليا بقيادة الحاج أمين الحسيني، والتي افترضت أن يافا مصانة بسبب وقوعها في الجيب العربي لقرار التقسيم. كما تطال الإدانة الجيش العراقي المتشكل من متطوعي اللجنة العسكرية التابعة للجامعة العربية في دمشق، بقيادة القائد عادل نجم الدين، وخصوصاً في دورها المريب في تجريد ميليشيات يافا المحلية وقوات النجادة من سلاحها، وتعريض أهل المدينة لأعمال النهب ودفع الإتاوات، ومنع الحركة والتجوال الذي فُرض على سكانها ومرابطيها. هذه الأعمال كلها ساهمت بشكل فاعل في تقويض الدفاع عن المدينة، وهجرة الآلاف من سكانها، حتى قبل بدء عمليات القصف اليهودية.

إن مساهمات الناظر وبشكنتا ـ مثلما هي الحال في مذكرات خير الدين أبو الجبين ـ ساعدت في إعادة تفسير ظاهرة سقوط المدينة، وتقويض نظرية أن "هروب البورجوازية" هو العامل الأساسي في سقوط المدينة.

4 ـ النكبة والصراع الطبقي

يدرس عباد يحيى، عالم الاجتماع والروائي (وهو أيضاً مؤلف رواية "جريمة في رام الله" التي أثارت ضجة بعد منعها)، في دراسة له، مصير قرية المغلّس في قضاء الرملة، من خلال سلوك أهالي البلدة من الفلاحين المعدمين قبل الحرب وبعدها، ويسلط الضوء على خضوع هؤلاء الفلاحين للاستغلال المستمر لملاكي الأراضي في بيت جيرين وعجّور. فقد بدأ أهالي البلدة يسلحون أنفسهم في ثلاثينيات القرن العشرين، للدفاع عن أراضيهم من عنف خصومهم وإتاواتهم، الأمر الذي سمح لفلاحي البلدة بأن يدافعوا عن أنفسهم ويقاوموا الميليشيات اليهودية في حرب 1948. ويُظهر عباد يحيى ـ بناء على مقابلات مطولة أجراها مع لاجئي البلدة ـ كيف أثرت نتائج الحرب في الحراك الاجتماعي، والذي شمل الانتقام من ملاكي بيت جبرين، وإعطاء الفلاحين مكانة اجتماعية جديدة في مخيمات اللاجئين في الخليل وبيت لحم.

ويصل الكاتب إلى استنتاجات مثيرة للجدل بشأن علاقة الصراع الاجتماعي والطبقي خلال النكبة وقبلها وبعدها. ومن هذه الاستنتاجات أن التشريد أدى إلى تحسّن وضع الفلاحين المعدمين، إذ إن ذلك ساهم في تحولهم نحو القطاع المهني في تجمعات الشتات في الخليل وبيت لحم، كما أدى إلى اكتساب نسائهم مهارات فنية لم تكن متاحة لهنّ سابقاً.

شكل الفلاحون غير المالكين للأراضي، ثلثَ المزارعين في منطقة الدراسة (وثلث الفلاحين في فلسطين بادعاء المؤلف). وهؤلاء ـ بحسب يحيى ـ لم يعانوا آثار النكبة مثلما عانى جرّاءها بقية الفلاحين.

5 ـ أهمية التاريخ المحلي

تكتسب دراسة عادل منّاع للتاريخ المحلي: "نكبة وبقاء"، وقبلها دراسة سامرة سمير عن كفر برعم وإقرت، أهمية زائدة لسببين:

أولاً: كلاهما يعالج البعد الإقليمي المحلي لأحداث النكبة، في مثلث حيفا والناصرة وقرى الجليل الأعلى.

ثانياً: كلاهما يجمع بين استخدام الرواية الشفوية الشيقة والمذكرات العائلية من ناحية، والأرشيفات المدونة (إسرائيلية وفلسطينية) من ناحية أُخرى.

والنتيجة أن الدراستين توفران إجابة عن أحد أكثر ألغاز حرب 1948 لُبساً: لماذا احتفظ الجليل بأعلى نسبة من الفلسطينيين الذين حافظوا على وجودهم في فلسطين، خلال النكبة وبعدها؟

ولماذا استطاعت الناصرة أن تتجنب مصير طبرية وصفد اللتين استطاعت الهاغاناه أن تمارس فيهما عملية التطهير الإثني بنجاح تام؟ ولماذا كانت عملية تهجير السكان العرب من الجليل الشرقي شاملة (86 قرية من أصل 90 قرية تم تدميرها)، بينما نرى العكس في قرى الجليل الغربي؟

استطاع الباحث منّاع أن يجيب عن هذه الأسئلة من خلال معاينة شبكات العلاقات الاجتماعية المحلية، ودرجات "الوعي القومي"، والوجدان الطائفي، وطبيعة القيادة المحلية، فضلاً عن مسائل كانت محرمة على البحث الجدي، مثل التواطؤ و"العمالة" مع التجمعات والقيادات اليهودية المحلية.

لقد درس منّاع مجدداً تأثير العوامل المؤسساتية، لكن من وجهة نظر مغايرة لما قام به بني موريس ونور مصالحة وإيلان بابِهْ. ومن هذه العوامل، البعد الجغرافي لمناطق الجليل عن القيادات الوطنية في القدس ويافا، الأمر الذي أعطى القيادات الفلسطينية المحلية مرونة وحرية في اتخاذ قرارات بشأن المقاومة و / أو التسليم، بحسب متطلبات الظروف الراهنة.

كذلك استطاع تفسير قدرة الناصرة على أن تنأى بنفسها عن مصير الرملة واللد، بعد أسبوع من تنفيذ المذابح الصهيونية في هاتين المدينتين، بأن ذلك يعود جزئياً، إلى تدخّل الفاتيكان والقوى الأوروبية، دفاعاً عن حرمة المدينة في العالم المسيحي.

وبرهن منّاع في أماكن أُخرى على الدور الفاعل والإيجابي لجيش الإنقاذ في حماية قرى الجليل ومنع سكانها من الهجرة، بخلاف دورها السلبي في حالة الدفاع عن يافا.

أمّا الجانب الأكثر جدلاً في دراسة منّاع، فيكمن في معالجته الخطرة لدور عصبة التحرير وكوادر الحزب الشيوعي في الحفاظ على أنفسهم ومؤيديهم، من خلال دعم الكيان الإسرائيلي الجديد وتوطيده في مناطق الجليل.

الخلاصة والاستنتاج

استخدم جيل جديد من المؤرخين الفلسطينيين، مصادر ومناهج بحثية للتعويض عن غياب ـ أو ضعف ـ الأرشيف العربي والفلسطيني بشأن حرب 1948، وهو غياب نتج جزئياً من تدمير مؤسسات ومدونات وسجلات المجتمع الفلسطيني ونهبها. وأبرز هذه المصادر هي المذكرات واليوميات والتأريخ المحلي (للقرى المدمرة) والتاريخ الشفهي.

وقد قامت تيارات جديدة بالبحث عن معنى النكبة مجدداً، وسعت لأن تتجاوز قصة النفي والشتات، لمصلحة فهم ديناميات المجتمع الفلسطيني قبل الحرب وخلالها، والتي أدت إلى هذه الكارثة. ومن أجل فهم هذه الديناميات، عمدت الدراسات إلى:

  • دراسة تكوين دور النخبة الفلسطينية المقزم.
  • ملاحظة انهيار المقاومة الفلسطينية وقمعها في ثورة 1936.
  • البحث عن الخطاب القومي البديل الكامن في الذاكرة الجمعية لنساء الشتات، وتطويع أساليب البحث الاستنطاقي في التاريخ الشفوي للديناميات الاجتماعية قبل الشتات وبعده.
  • إعادة النظر في سقوط مدن الساحل من خلال معاينة التقارير العسكرية للمقاومة الشعبية، وفي دور أطروحة "تخلي البورجوازية عن مدن حيفا ويافا" (والقدس الغربية).
  • معاينة وضع الفلاحين المعدمين، من خلال الصراع الطبقي ضد ملاكي الأراضي، وفي تسليح قرى الرملة قبل الحرب.
  • تسليط الأضواء على التاريخ المحلي ـ الجليل نموذجاً ـ من خلال الاستخدام المزدوج للتاريخ الشفوي والمدونات الأرشيفية، بغرض الإجابة عن السؤال التاريخي: لماذا استطاع بعض السكان الفلسطينيين البقاء، بينما هُجّرت أغلبيتهم من أراضيهم؟

لا تشكل هذه الدراسات بديلاً من تأريخ الطرد والتهجير والتصدي وتدمير ما تبقّى من القرى، بل تعالج الديناميات المحلية لهذه العملية، وترفد الباحث بما حدث في نكبة فلسطين، بصورة أعمق وأغنى وأكثر تعقيداً.

ما يجمع هذه الأعمال الجديدة هو إعادة "الوكالة التاريخية" (social agency) إلى فئات الشعب المهمشة التي استطاعت، بنسب متفاوتة، مجابهة القوى المتجمعة ضدها، والتأقلم مع أوضاعها في الحرب، والتي تمكنت في المنفى من المحافظة على بقائها من خلال ما سمّاه جيمس سكوت في كتابه: "سلاح الضعفاء" (Weapons of the Weak)، المقاومة السلبية والدهاء والتأقلم المكابر.

المراجع

بالعربية

- إشكنتا، محمد سعيد. "أسرار سقوط يافا". في عدلي مسعود الدرهلي. "يافا للأبد". بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2013.

- منّاع، عادل. "نكبة وبقاء: حكاية فلسطينيين ظلوا في حيفا والجليل (1948 ـ 1956)." بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2016.

الناظر، صلاح إبراهيم. "سقوط يافا". في عدلي الدرهلي. "يافا إلى الأبد". بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2013.

بالإنجليزية

- Khalidi, Rashid. The Iron Cage: The Story of the Palestinian Struggle for Statehood. Boston: Beacon Press, 2007.

- Morris, Benny. 1948 and After: Israel and the Palestinian. Oxford: Oxford University press, 2010.

- Rogan Eugene L. and Avi Shlaim. The War for Palestine: Rewriting the History of 1948. Cambridge: Cambridge University press, 2nd edition, 2007.

- Sayigh, Rosemary. “Palestinian Camp Women as Tellers of History”. Journal for Palestine Studies, vol. XXVII, no. 2 (Winter 1998), pp. 42-58.

- Scott, James. Weapons of the Weak: Everyday Forms of Peasant Resistance. New Haven: Yale University Press, 1987.

 

 * Rashid Khalidi, “The Palestinians and 1948: The Underlying Causes of Failure”, in The War for Palestine: Rewriting the History of 1948, edited by Eugene L. Rogan and Avi Shlaim (Cambidge: Cambidge University Press, (2nd edition, 2007), p. 30.

**  المقالة أساساً ورقة قدمت خلال ندوة "على طريق العودة" التي أقيمت في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت في 15/11/2018.

Author biography: 

سليم تماري: رئيس تحرير مجلة Jerusalem Quarterly ، وكبير الباحثين في مؤسسة الدراسات الفلسطينية.