نويهض. "مذكرات عجاج نويهض: ستون عاماً مع القافلة العربية" (بالعربية)
النص الكامل: 

مذكرات عجاج نويهض: ستون عاماً مع القافلة العربية

بيان نويهض الحوت (إعداد). دار الاستقلال، 1993.

 

لم يغادر عجاج نويهض المنطقة العربية بتاتاً، ولم يزر أي بلد أوروبي أو أميركي خلال حياته المديدة التي قاربت الخمس والثمانين سنة. لكنه لم يترك بلداً عربياً إلا زاره، وله في كل قطر حكاية: من لبنان، حيث مولده، إلى دمشق حيث بدأت رحلته مع السياسة، فإلى القدس التي احتضنت نضاله مع الحاج أمين الحسيني، ثم إلى عمان بعد النكبة، فإلى لبنان ثانية في أواخر الخمسينات. وفي رأس المتن في لبنان أمضى باقي عمره وتوفي في 25 حزيران/ يونيو 1982، من غير أن يسترد جنسيته اللبنانية.

وقد حفلت تلك الفترة التي تتناولها مذكرات عجاج نويهض بأحداث شديدة الأهمية في مسيرة الشعب الفلسطيني وكفاحه ضد الاستعمار الاستيطاني. وكان لهذه الأحداث شأن كبير في النهايات التي انتهت قضية فلسطين  إليها. وتروي هذه المذكرات أحداث تلك الحقبة كما عاشها صاحبها وساهم في صنعها مع رجال آخرين فلسطينيين وعرباً، ولا سيما نضاله إلى جانب الحاج أمين الحسيني.

إن "مذكرات عجاج نويهض" تغطي هذه الفترة كلها بأحداثها ووقائعها، وتتناول القوى السياسية التي كان لها شأن في مصائر الأمور، أكانت قوى محلية أم قوى أجنبية، وتتحدث عن القادة والزعماء والأدباء والخطباء ورجال الفكر والإعلاميين، علماً بأن صاحب المذكرات كان أحد الإعلاميين البارزين في فلسطين، سواء في إذاعة القدس أو في جريدة "العرب" التي أصدرها بنفسه.

وهذه المذكرات أملاها عجاج نويهض على ابنته بيان نويهض الحوت في ربيع سنة 1980، وتوقف عن إملاء المذكرات عند سنة 1948. أما المرحلة اللاحقة فقد استخرجتها الدكتورة بيان من ملفاته وأوراقه الخاصة، وهي تغطي المرحلة الممتدة من سنة 1948 إلى سنة 1980 تقريباً.

قدّم لهذه المذكرات ابنه الدكتور خلدون نويهض، وهو المثقف المهاجر الذي ألجأته النكبة سنة 1948 إلى الاغتراب في فنزويلا حيث بنى له هناك موقعاً ثقافياً وإعلامياً وأكاديمياً مميزاً. وهذه المذكرات، في النهاية، جهد يضاف إلى جهود الكثيرين ممن كتبوا مذكراتهم ونشروها على الناس، فلعل في ذلك معيناُ على قراءة تاريخنا المعاصر بأكثر من عين، بل بعيون نقدية صاحية؛ وهي شوط آخر في سلسلة من المذكرات والأوراق التاريخية، بدأت بمذكرات الحاج أمين الحسيني، وتابعها أكرم زعيتر وبهجب أبو غربية ومحمد عزة دروزة وفوزي القاوقجي، وغيرهم الكثير.