تصريح لوزير الخارجية اللبناني حول قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن المبعدين، بيروت، 28/1/1993
النص الكامل: 

[.......]

هل تعتقد أن قرار المحكمة الإسرائيلية سيؤثر على صمود الموقف اللبناني بإزاء قضية المبعدين؟

إن الموقف اللبناني مستقل تماماً عن قرار المحكمة الإسرائيلية. نحن فريق وإسرائيل فريق آخر. بالنسبة إلى الحكومة اللبنانية، هنالك مبادئ ومواقف ثابتة لا علاقة لها بما تقرره السلطات الإسرائيلية الداخلية. وإننا نتوجه نحو المحاور الطبيعي، وهو مجلس الأمن، وإلى الشرعية الدولية وهي الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها مؤتمنة على العدل والحق العالمي، لكي نقول مرة أُخرى إن ما يحصل في هذه المنطقة من خلل في التعاطي يشكل فعلاً تحدياً كبيراً لصدقية مجلس الأمن والأمم المتحدة.

[.......]

هل بحثت مع السفير الأميركي في موضوع الجولة التاسعة من المحادثات، وهل حدد موعدها؟

حتى الآن لم توجه دعوات على الإطلاق وأستبعد أن توجه دعوات إلى استئناف المفاوضات ما لم يطرأ شيء جديد على مستوى موضوع المبعدين وما لم يتم توضيح بعض الرؤية للإدارة الأميركية الجديدة حيال مفاوضات السلام، ومؤتمر السلام عموماً. وهناك ضرورة بعد انتقال الإدارة الأميركية إلى فريق جديد أن يتم توضيح عدد من الأمور والمواقف للولايات المتحدة. وإنني أتصور أن توضيح دور الولايات المتحدة كوسيط عادل أو كقوة دافعة هو أمر ضروري. كما هو ضروري أن يتضح للأفرقاء هنا ما هي الدينامية التي ترغب الولايات المتحدة في إعطائها لمحادثات السلام، وإلى أي مدى الولايات المتحدة ملتزمة وتؤكد التزاماتها السابقة حيال أسس مؤتمر السلام.

بالنسبة إلى مجلس الأمن، ما هو المطلوب منه الآن، خصوصاً في ظل استمرار التصلب الإسرائيلي سياسياً وأمنياً؟

المطلوب من مجلس الأمن بسيط جداً. لقد أصدر المجلس قراراً واضحاً وصريحاً. وكل قرارات مجلس الأمن هي قرارات ملزمة وإلزامية. من هنا إن عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن يشكل طعنة لصدقية هذا المجلس. وعلى المجلس كما على الأمين العام للأمم المتحدة أن يتعاطيا وهذا الموضوع بما يؤمن صدقية مجلس الأمن مستقبلاً. ذلك أن عدم التزام فريق قرارات مجلس الأمن، يفسح في المجال مستقبلاً أمام أفرقاء آخرين لعدم التزام قرارات أُخرى. وإننا نخشى أن يكون استمرار عدم التزام إسرائيل هذه القرارات منعطفاً جديداً يفسح في المجال أمام عدد من الدول الأُخرى للتذرع بعدم التزامها أيضاً هذه القرارات.

يفهم من كلامك أنك تنعى عملية السلام؟

أعتقد أن عملية السلام أشمل وأوسع من ذلك، وهي ترتبط باعتبارات عدة. قلت بكل بساطة إن عملية السلام اليوم هي في حاجة إلى إعادة تذخير، إلى إعادة دفع جديد عبر توضيحات وتأكيدات أميركية حيال نظرة الولايات المتحدة إلى هذه المحادثات، وعبر إثبات جدية الولايات المتحدة والمجتمع الدولي حيال موضوع المبعدين.

ما هي الفترة التي سيقضيها المبعدون في المكان الذي أبعدوا إليه؟

إن الموقف اللبناني هو رفض وجود المبعدين. ونأمل في تطبيق فوري للقرار 799.

 

المصدر: "النهار" (بيروت)، 29/1/1993.

* وزير الخارجية اللبناني: فارس بويز.