حديث صحافي لرئيس الحكومة الإسرائيلية يعترض فيه على إطار مفاوضات التسوية ويكرر رفضه الانسحاب التام من الجولان
النص الكامل: 

اعترض رئيس الوزراء الإِسرائيلي يتسحاق رابين وللمرة الأولى أمس، في حديث لمجلة "بمحانيه" الناطقة باسم الجيش الإِسرائيلي، على إطار مفاوضات التسوية الذي اعتبره أشبه بمؤتمر دولي منه بمفاوضات ثنائية.

وقال رابين "إن الأطراف العربية تأتي في الوقت نفسه إلى المكان نفسه. وهذا الواقع يخلق رابطاً خطراً. لذا فإن هذه الصيغة ليست مثالية. لقد وافقت عليها إسرائيل تحت الضغط. وأنا ورثتها".

أضاف أن التاريخ يظن أن الدول العربية لا تتوصل أبداً إلى اتفاق مع إسرائيل في مفاوضات تجري في منتدى دولي.

وقال رابين إن لليهود الحق في "أرض إسرائيل" كلها التي تشمل جميع الأراضي المحتلة في العامين 1948 و1967، لكنه أضاف أنه ضد قيام إسرائيل الكبرى نظراً للواقع السكاني في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين. ويتابع يقول "لا أريد أن أضيف 1,7 مليون فلسطيني كمواطنين في دولة إسرائيل، وفي الظروف الحالية أُفضّل دولة يهودية على دولية ثنائية القومية".

من جهة أُخرى رفض رابين مجدداً أي بحث حول الأرض مع الفلسطينيين وقال "لا مجال لتنازلات عن الأرض خلال السنوات الخمس التي ستقام فيها هيئة للحكم الذاتي في إطار اتفاق مؤقت".

واستبعد رابين حصول "حرب أهلية في إسرائيل" في حالة إعادة أراض "حتى ولو أن الاعتراضات تعبّر عن نفسها بطريقة قاسية جداً".

ورفض أيضاً فكرة طرح موضوع التنازل الجغرافي على استفتاء وقال "لا أرى سبباً لخلق سابقة عبر تنظيم استفتاح. والأفضل هو إجراء انتخابات تشريعية".

وقال رابين "للمرة الأولى تعلن سوريا أنها مستعدة للسلام مع إسرائيل وللمرة الأولى يتحدث الرئيس حافظ الأسد بوضوح عن ضرورة التوصل إلى السلام في لقائه مع وفد من دروز الجولان الذين يحمل بعضهم بطاقة الهوية الإِسرائيلية".

وتابع "إن ذلك يشكل تقدماً باعتبار أن هذا النوع من التصريحات لا سابقة له. لكن الأمر لم يصل بعد إلى حد الاختراق".

وقال إن الأسد "لا يتحدث عن السلام كما أتصوره أي بحدود مفتوحة وعلاقات دبلوماسية".

وأضاف "عندما أتحدث عن التطبيع لا أعتقد أن الشعب الإِسرائيلي سيقع فجأة في غرام الشعب السوري أو العكس لأن من يبحث عن الغرام لا يمكن أن يجده في العلاقات الدولية".

ومضى يقول إن للسلام "ثمناً ما في مجال الأراضي. لكن تعليماتي إلى الوفد الإسرائيلي واضحة وهي أنه يتعين عدم بدء محادثات حول الأرض أو وضع خرائط طالما أن السوريين لم يقبلوا بمفهومنا للسلام".

وأكد رفضه انسحاباً تاماً من الجولان وتحدث عن السابقة التي حصلت في العام 1982 حين أعادت إسرائيل شبه جزيرة سيناء بأكملها إلى مصر مقابل معاهدة السلام معها وقال "إنني أعترف بأن الرئيس الأسد يواجه مأزقاً لأن حكومة إسرائيلية خلقت سابقة مع مصر هي أن يعاد كل شيء مقابل السلام".

 

المصدر: "السفير" (بيروت)، 26/9/1992.

* رئيس الحكومة الإسرائيلية: يتسحاق رابين.