تصريح صحافي لرئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات الثنائية مع إسرائيل يرفض فيه الاقتراح الإسرائيلي المتعلق بالأوضاع الحياتية لسكان الشريط الحدودي المحتل، واشنطن، 27/8/1992
النص الكامل: 

في لقاء والصحافيين بعد الجلسة اللبنانية ـ الإِسرائيلية أمس أدلى شماس بالتصريح الآتي: "قدم الوفد الإِسرائيلي أمس (الأربعاء) إلى الوفد اللبناني مقترحات يعتبرونها إجراءات صغيرة لبناء الثقة تتعلق بمحاولة منهم لتحسين نوعية الحياة للسكان في المنطقة الأمنية.

وعلى رغم ما قد يبدو أنه اقتراح تحركه اعتبارات إنسانية ومن دون محاولة وفدي توجيه أي اتهام إلى الوفد الإِسرائيلي بأنه وضع بنية سيئة، كان علينا أن نشرح للوفد الإِسرائيلي الدلالات التي تحملها مثل هذه الاقتراحات ومدى الخطورة المشحونة فيها إذا ما درست في وجهها الظاهري.

أولاً ـ إن رفاه شعبنا في ما يسميه الإِسرائيليون حزاماً أمنياً وما نسميه نحن الجنوب اللبناني المحتل مهم لنا بقدر ما يهمنا رفاه شعبنا شمال المنطقة الأمنية.

ثانياً ـ أي شيء يحسن نوعية الحياة في الجنوب اللبناني المحتل سيكون مقبولاً بالنسبة إلينا إذا طبق لمصلحة وفقط لمصلحة شعب لبنان ورفاهه. لكن ما يستتبع الاقتراح الإِسرائيلي هو الآتي:

أولاً ـ تشريع احتلالهم. ثانياً ـ جعله قانونياً. ثالثاً ـ دعوة الحكومة المركزية اللبنانية إلى أن تصبح سلطة إدارية تحت سلطة قوات الاحتلال أي الإِسرائيليين.

لم أعتقد أن المشكلة اللبنانية ـ الإِسرائيلية ستحل بدعوة الحكومة اللبنانية إلى الاضطلاع بدور إداري تحت سلطة الحكومة الإِسرائيلية. إنهم ينسون أنهم على أرضنا وأنهم في دولتنا. إذاً، ما فعلناه هو رفضهم".

[. . . . . . .]

وأضاف: "نعتقد أن على الإٍسرائيليين أن يبدأوا بالحث معنا في اعتباراتهم الأمنية الحقيقية. لقد دعوناهم إلى ذلك وسنواصل الدعوة. وإلى أن يناقشوا معنا بجدية همومهم الأمنية، لن يكون هناك تقدم في المسار الإِسرائيلي ـ اللبناني".

وأسف لأن المفاوضات لا تزال حتى الآن "غير منتجة (...) في اعتباراتنا أن الكرة في ملعب الإِسرائيليين".

وختم مشدداً على "إننا لا ننوي أن يعتبرنا أي أحد وفداً أقل درجة أو أقل سلطة. وأعني أي أحد".

[. . . . . . .]

 

المصدر: "النهار" (بيروت)، 28/8/1992. وقد بدأت الجولة السادسة من المفاوضات الثنائية العربية ـ الإِسرائيلية في واشنطن، في 24/8/1992.

* رئيس الوفد اللبناني إلى المفاوضات الثنائية مع إسرائيل: سهيل شماس.