معارك المياه المقبلة في الشرق الأوسط
محمود سمير أحمد.
القاهرة: دار المستقبل العربي، 1991.
يردد بعض المحللين آراء تدور كلها حول الفكرة التالية: أن الصراع المقبل في المنطقة هو صراع بشأن المياه. وربما أشعل هذا الصراع فتيل حرب يجري العمل على محاولة تفاديها، أو قد يجنح نحو التوصل إلى صيغ سياسية إقليمية تتكفل بتقسيم موارد المياه بين دول المنطقة – وإسرائيل بينها – وترسيخ أمن إقليمي بلا حروب. وكتاب الدكتور محمود سمير أحمد، "معارك المياه المقبلة في الشرق الأوسط"، يبحث في ضرورة التوصل إلى اتفاقات عادلة في هذا المجال بين الدول المعنية؛ ذلك بأن الموارد المائية محدودة ويتنافس في شأنها عدد من الدول في حين أن الحاجة إلى المياه تتزايد بتزايد الحاجة إلى الغذاء والتوسع الزراعي وتزايد السكان. ويؤكد الكتاب أن إسرائيل تمكنت من تحويل مجرى نهر الليطاني إلى نهر الحاصباني عبر نفق طوله 20 كلم يربط الليطاني بإسرائيل عند نقطة الخردلي، بالقرب من دير ميماس حتى وادي البراغيث. وهذا المشروع يوفر لإسرائيل 500 مليون متر مكعب سنوياً، أي ما يساوي 55 % من مياه الليطاني.
والكتاب مقسم إلى بابين: يبحث الأول في وضع المياه في مصر ودول حوض النيل، والثاني في مشكلة المياه شرقي قناة السويس، فيركز على المشكلات المائية بين تركيا وسوريا والعراق ثم إسرائيل. ويتعرض أيضاً لمشروع "أنابيب السلام" الذي اقترحته تركيا لإيصال المياه إلى السعودية ودول الخليج عبر سوريا والأردن والعراق، بتكلفة 21 مليار دولار، وبقدرة تصل إلى ملياري متر مكعب سنوياً.