بيرتس. "الانتفاضة" (بالإنكليزية)
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

تقع مساهمة دون بيرتس في دراسة الانتفاضة للمطَّلع غير المختص في المكونين الرئيسيين للكتاب: النص والملاحق. يتألف النص من خمسة فصول تشتمل على جذور الانتفاضة، والرد الإسرائيلي، وأثر الانتفاضة في نسيج الحياة الاجتماعية – السياسية في الأراضي المحتلة وفي الحياة السياسية الإسرائيلية، وأخيراً الأصداء العالمية للانتفاضة. ونظراً إلى خبرة بيرتس ومصادره وألفته بالموضوع، فهو يجود عندما يناقش السياسة الإسرائيلية والرأي العام والمجتمع الإسرائيليين. وإن معرفته بالنظام السياسي الإسرائيلي لتجعل الفصل الرابع (أثر الانتفاضة في الحياة الإسرائيلية، ص 119 – 162) أفضل فصول الكتاب، وإنْ كان في وسع المرء أن ينتقد اعتماد المؤلف المفرط على صحيفة Jerusalem Post (International Edition). والحق أن هذه الصحيفة تشكل أهم مصدر من مصادر الكتاب. ومن أحرى الأشياء باهتمام القارىء في هذا الفصل، ملخص استطلاعات الرأي في إسرائيل عن الانتفاضة. ومع أن فصول الكتاب الأخرى حسنة العرض، فإن تحليل بيرتس للسياسة الإسرائيلية في غاية الفائدة بما يتيحه من معلومات.

ويكمل الكاتب النص بثلاثة عشر ملحقاً وثائقياً، يجدها القراء من خبراء وغير خبراء جليلة الفائدة. وتتراوح الملاحق بين قراري مجلس الأمن رقم 242 ورقم 338، وبين إعلان منظمة التحرير الاستقلال في تشرين الثاني/نوفمبر 1988. وترسم الملاحق، على غرار النص، تطور الفكر السياسي الفلسطيني بين أواخر الستينات وأواخر الثمانينات. لذلك، كان كتاب بيرتس دراسة منوِّرة للانتفاضة الفلسطينية. ويضاف إلى ذلك أنها دراسة لم تتجاوزها أزمة الخليج خلال 1990 – 1991، ولا ما انجرّ عنها من تراجع موقع منظمة التحرير بعد تأييدها الرئيس العراقي صدام حسين. ويكتسي هذا أهمية خاصة لأن الكثيرين من الخبراء وصانعي السياسة قد مالوا، منذ نهاية عملية "عاصفة الصحراء"، إلى التقليل من شأن الانتفاضة، ولا سيما بعد ما حل بالفلسطينيين من شدائد وصعوبات اقتصادية منذ اندلاع أزمة الخليج وخلالها.

نقلت باختصار عن:

JPS, Vol. XXI, No. 2,

Winter 1992, p. 101.