البيان الختامي للمؤتمر الدولي لدعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني، طهران، 22/10/1991
النص الكامل: 

[.......]

            1) يعتبر المؤتمر القضية الفلسطينية القضية الأولى بالنسبة للعالم الإسلامي ويؤكد على ضرورة السعي المشترك من قبل جميع الشعوب والبرلمانات والحكومات الإسلامية بغية تحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني.

            2) يعتبر المؤتمر الكيان الصهيوني كياناً زائفاً لا شرعياً ويرى أن تشكيل مثل هذا الكيان في قلب التراب الإسلامي مؤامرة مدروسة من قبل الاستكبار والصهيونية العالمية وأعداء الإسلام ضد الشعوب المسلمة، وليكون قاعدة الانطلاق للأهداف والمطامع التي يسعون إليها.

            3) لقد أيد المؤتمر بحزم وقوة حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية الثابتة وغير القابلة للإنكار في سيادته على كامل ترابه المغتصب. وأعلن دعمه القوي الجهاد الفلسطيني العريق من أجل تحرير كامل الأراضي المغتصبة ومحو الكيان الصهيوني وسيادة الشعب الفلسطيني على أرضه.

            4) يدين المؤتمر بشدة الممارسات الإجرامية للكيان العنصري الصهيوني في القدس الشريفة، عاصمة الدولة الفلسطينية، والخطة الموضوعة لتدمير المسجد الأقصى أولى قبلة المسلمين وسائر الأماكن الإسلامية المقدسة الأخرى بهدف تغيير الهوية الإسلامية ـ الفلسطينية ويعتبر ذلك فعلة تستهدف إيجاد تغييرات ديموغرافية.

            5) إن المؤتمر وضمن دعوته لجميع القوى المجاهدة الفلسطينية إلى الوحدة ولمّ الشمل بصورة عملية في ساحة المقاومة وضد العدو الصهيوني، يعتبر وحدة الكلمة رمزاً للانتصارات التي تم تحقيقها حتى الآن.

            6) إن المؤتمر، بإدانته للممارسات الوحشية التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد سكان المناطق المحتلة، يؤيد استمرار المقاومة المسلحة للشعب المضطهد في هذه المناطق ضد القوات المحتلة.

            7) إن المؤتمر وضمن تأكيده على ضرورة العمل من أجل إطلاق سراح السجناء والمخطوفين المعتقلين في سجون الصهاينة وعلى وجه السرعة، يدين أي نوع من خطف وطرد وإبعاد سكان الأراضي الفلسطينية على يد النظام الصهيوني.

            8) يطلب المؤتمر من البلدان الإسلامية إيجاد وحدات عسكرية دائمة ضمن تشكيلاتها العسكرية بغية تشكيل جيش تحرير القدس، وكذلك العمل من أجل الحفاظ على الاستعداد والمشاركة الفعالة في المد الجهادي والدفاعي الإسلامي ضد العدو الصهيوني.

            9) يدين المؤتمر الممارسات العدوانية المتكررة للكيان الصهيوني على البلاد الإسلامية وخاصة لبنان وجرائمه ضد شعب هذا البلد ويعلن تكريمه لشهداء المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية ودعمه الأكيد للصراع المرير الحازم لشعب لبنان ضد العدوان الصهيوني.

            10) يعتبر المؤتمر التضامن الاستراتيجي السياسي والعسكري والاقتصادي الأميركي مع الكيان الصهيوني أهم عامل لديمومة السياسة العدوانية لهذا الكيان ضد البلدان الإسلامية والشعب الفلسطيني المظلوم ويدين هذا التحالف ويعتبر أي نوع من التجاوب مع السياسة الأميركية في المنطقة مخالفاً للأهداف الإسلامية ومنافياً لتحقيق الأهداف المقدسة التي يصبو إليها الشعب الفلسطيني ومسلمو العالم.

            11) يعتبر المشاركون في المؤتمر المساعي الأميركية الهادفة إلى عقد ما يسمى بمؤتمر السلام في الشرق الأوسط استمراراً لمعاهدة كامب ديفيد الذليلة وأنها مؤامرة مشؤومة وخطر عظيم يستهدف القضاء على الثورة الفلسطينية ويدعو المؤتمر البلدان الإسلامية والعربية والقوى الثورية والإسلامية إلى النهوض ضد هذه المساعي ويدين المؤتمر الخطوات الاستسلامية التي تتخذ في طريق الاعتراف رسمياً بالكيان الصهيوني المحتل فلسطين.

            12) يشجب المؤتمر سياسة اللامبالاة العلنية لمجلس الأمن الدولي حيال الجرائم والاعتداءات المتكررة للكيان الصهيوني ضد البلدان الإسلامية وانتهاك القوانين والأنظمة الدولية داخل وخارج فلسطين المحتلة والمعايير المزدوجة في مناطق مشابهة من العالم ويعتبر ذلك انتهاكاً صارخاً لمبادىء حقوق الإنسان من قبل منظمة الأمم المتحدة.

            13) إن المؤتمر ليدين المساعي الأميركية داخل منظمة الأمم المتحدة لإلغاء القرار رقم 3379/ د ـ 30 لعام 1975 القاضي وحسب ما اقترحته الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان الصهيونية أحد مصاديق العنصرية ويؤيد المؤتمر هذا القرار ويعتبر هذه الخطوة والمسعى الأميركي يصب في إطار تثبيت موقع الكيان الصهيوني في المجتمع الدولي وإنهاء عزلته الدولية.

            14) يشجب المؤتمر المشروع الأميركي لنزع السلاح عن منطقة الشرق الأوسط ويؤكد بأنه مسعى خبيث يستهدف ضرب البنية الدفاعية للبلدان الإسلامية ومنح المزيد من القوة للمعتدي الصهيوني ومن هذا المنطلق يدعو كافة البلدان الإسلامية لتكثيف المساعي من أجل تحقيق الوحدة في صفوف الأمة الإسلامية وتعزيز القوة الدفاعية للعالم الإسلامي مقابل التهديدات الاستكبارية المتصاعدة.

            15) إن المؤتمر يدين التواجد الأميركي الواسع النطاق في منطقة الخليج الفارسي الحساسة ويشجب بشدة أي نوع من التعاون الهادف إلى ديمومة هذا التواجد ويعتبر ذلك عاملاً رادعاً لتفتح وازدهار الطاقات الكامنة لشعوب هذه المنطقة المسلمة من أجل تحقيق الأهداف الإسلامية ولأجل تحرير فلسطين.

            16) يعتبر المؤتمر نقل اليهود السوفيات ويهود سائر البلدان إلى فلسطين المحتلة وإيجاد المستوطنات اليهودية داخل الأراضي الإسلامية الفلسطينية مسعى يستهدف تغيير التركيبة السكانية والهوية الإسلامية والعربية للمنطقة وضمن إدانة ذلك يعلن سخطه على أميركا لدورها في هذا المشروع المشؤوم ويدعو جميع البلدان الإسلامية والتحررية والقوى الثورية والإسلامية لبذل المساعي من أجل مواجهة هذا المد وإعلان الإدانة للبلدان التي تقدم الدعم لذلك.

            17) إن المؤتمر وضمن دراسته للتطورات الأخيرة في العالم يعرب عن أسفه الشديد لاستسلام بعض البلدان للسياسة الأميركية وإقامة العلاقات مع العدو الصهيوني كما حذر المؤتمر من العواقب الوخيمة لأطماع الصهاينة العنصريين ضد البشرية ويعتبر أي نوع من الاتصال والتقارب مع العدو مخالفاً للمصالح الحيوية لشعوب العالم وخاصة الشعوب الإسلامية.

            18) بما أن أحد الأسباب الهامة لنفوذ الكيان الصهيوني التوسعي هو استغلال ضعف البنية الاقتصادية للعديد من الدول في العالم فإن المؤتمر يشجب هذه السياسة ويدعو كافة الدول الإسلامية إلى مقاطعة كافة الشركات التجارية والمؤسسات المالية المتعاملة مع هذا الكيان.

            19) يقرر المؤتمر إنشاء أمانة عامة له تتألف من هيئة عامة تتشكل من البرلمانات الإسلامية والقوى والشخصيات العاملة في المجال الإسلامي ولجنة تنفيذية وأمين عام وتطلب من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنشاء مقر عام لها في طهران وعلى الأمانة العامة وضع النظام الداخلي والتنظيمات اللازمة لتنفيذ مقررات هذا المؤتمر.

            20) يؤكد المؤتمر على ضرورة تشكيل لجان دائمة لبرلمانات الدول الإسلامية بغية توجيه المساعي المادية والمعنوية الهادفة لدعم الأهداف الفلسطينية والتنسيق مع الأمانة العامة للمؤتمر.

            21) يطلب المؤتمر من برلمانات البلدان الإسلامية المصادقة على قوانين تضمن الحقوق والكرامة الإنسانية للفلسطينيين في الخارج في البلدان التي يقيمون فيها.

            22) إن المؤتمر وبأخذه بنظر الاعتبار أهمية الجهاد الشامل ضد الكيان الصهيوني وتذكير البرلمانات بواجباتها في مجال تحقيق الأهداف الفلسطينية يؤكد على ضرورة تخصيص اعتمادات سنوية من قبل البلدان الإسلامية لدعم الانتفاضة.

            23) يؤكد المؤتمر على ضرورة تأسيس صندوق إسلامي لفلسطين يمول من جانب الدول والشعوب الإسلامية من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم ودعم الانتفاضة.

            24) يدعو المؤتمر جميع العلماء والأدباء والشعراء والكتاب والمثقفين والفنانين الملتزمين في كافة أنحاء العالم بذل قصارى جهدهم في طريق جهاد ثقافي عظيم من أجل إعلاء كلمة الانتفاضة والنهوض بالقضية الفلسطينية.

            25) يؤكد المؤتمر ومن أجل إيصال نداء مظلومية الشعب الفلسطيني المضطهد إلى أسماع العالم وكذلك التنسيق بين البرامج الإخبارية والإعلامية لهذه الدول فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية على ضرورة تشكيل ندوات منتظمة لوسائل الإعلام الخبرية والسياسية والثقافية في هذه البلدان تحت عنوان مؤتمر وسائل الإعلام الإسلامية في خدمة القضية الفلسطينية.

            26) يقدم المؤتمر التحية إلى روح قائد الثورة الإسلامية الطاهرة سماحة الإمام الخميني رضوان الله عليه ويزف أسمى آيات التكريم لسماحته لدعمه القضية الفلسطينية وما ابتكره ذلك الرجل العظيم بإعلان آخر جمعة من شهر رمضان يوماً عالمياً للقدس السليبة وأكد لجميع البلدان الإسلامية ضرورة إحياء هذا اليوم وإقامة المراسم اللائقة له بغية إعداد الأرضية الخصبة لمشاعر الشعوب النقية توجيهاً نحو القضية الفلسطينية.

            وأيضاً اتخذ قراراً أن تكون بيانات وأقوال الإمام الخميني بالقضية الفلسطينية من وثائق هذا المؤتمر.

            27) يدعو المؤتمر الأمانة العامة لاتخاذ الخطوات اللازمة لمتابعة تطبيق القرارات آنفة الذكر وإطلاع المشاركين في الاجتماع القادم.

            28) يعرب المشاركون في المؤتمر عن فائق تقديرهم وامتنانهم لسماحة آية الله الخامنئي قائد الثورة الإسلامية المعظم عليار شادانه الحمية واهتمام سماحته الفايض بالقضية الفلسطينية وقرروا أن يكون بيان سماحته المؤرخ في 7 ربيع الثاني 1412 هـ. ق من ضمن وثائق المؤتمر يشكرون الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجلس الشورى الإسلامي على كرم الضيافة وإقامة هذا المؤتمر في مثل هذه الظروف الحساسة والبالغة الأهمية.

 طهران في 30/7/70 المصادف

13 ربيع الثاني 1412 هـ. ق

22 أكتوبر [تشرين الأول] 1991 م

 

المصدر: وثيقة صادرة عن مجلس الشورى الإسلامي في طهران. وقد عقد المؤتمر في الفترة 19 ـ 22/10/1991.