مؤتمر صحافي مشترك لوزيري خارجية الولايات المتحدة وسوريا، جيمس بيكر وفاروق الشرع، يوضحان فيه تصورهما لمؤتمر السلام في شأن الشرق الأوسط، دمشق، 24/4/1991
النص الكامل: 

[.......]

سئل السيد بيكر بأن الرئيس بوش وهو يعلمان بأن إسرائيل ترفض الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة كما ترفض تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وتقيم مستوطنات جديدة فما هي برأيكم الخطوات التالية...!؟

فأجاب.. سأذهب من هنا إلى موسكو اليوم للقاء مع وزير الخارجية السوفياتي لبحث هذه المسألة وبشكل رئيسي لبحث هذه المسألة فقط وليس لبحث مسائل أخرى واسعة كما تتصف عادة مثل هذه اللقاءات بين وزيري خارجية الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.. وأود أن أقول إنك أشرت بسؤالك إلى إقامة المستوطنات وبهذا الصدد أرى لزاماً عليّ أن أقول لك إننا أُصبنا بخيبة أمل حين علمنا هذا الصباح أن هناك مستوطنة جديدة تقام في الأراضي العربية المحتلة وأعتقد أن ذلك العمل من شأنه أن يعرقل السلام وأن يوضح حقيقة أن من الأسهل أن نعرقل السلام من أن نطوره، إن إقامة هذه المستوطنة هو بالتأكيد لا يساعد على دفع جهودنا إلى الأمام نحن الذين يهمنا السلام......

ورداً على سؤال حول الدور الفعال والمباشر للولايات المتحدة في عملية السلام وإمكانية أن يسفر عن تحقيق السلام.. فأجاب السيد بيكر قائلاً.. بالتأكيد آمل ذلك ويمكنني القول بأنني لمست في هذه المرة عناصر جديدة وتوجهاً جديداً ورغبة جديدة في أعقاب أزمة الخليج لمعالجة هذه المسائل المعقدة وغير العادية بتصميم جدي وأنا بحقيقة الأمر رأيت ذلك.....

وسئل السيد بيكر بأنك ذاهب إلى موسكو لترعى مع الاتحاد السوفياتي بحث مؤتمر السلام فهل اتفقتم على التحضيرات لعقد هذا المؤتمر فأجاب الوزير بيكر قائلاً.. نحن متفقون على هذه النقطة لكننا لم نصل إلى هذا المستوى بعد......

كما سئل السيد بيكر بأنكم لن تذهبوا إلى الاتحاد السوفياتي للتحدث بشكل أساسي عن القمة الأميركية السوفياتية أو نزع السلاح أو الخليج ولا يمكنك هنا أن تقول بأننا وصلنا إلى النقطة التي نستطيع فيها أن نبدأ محادثات السلام في الشرق الأوسط.. واستطيع أن أفهم أن الولايات المتحدة لا تستطيع لوحدها تحريك هذه العملية.....

فأجاب بيكر.. تماماً لقد فهمتني.. سنذهب إلى هناك لأنهم سيشاركون في رعاية هذه الجهود التي إذا نجحت.. وهذا مهم جداً بأننا نحن نتبادل المعلومات حول كل ما يجري وكنا نقوم بتسجيل كل ما يجري معنا أثناء جولاتنا في المنطقة ونجلس مع السوفيات ونقدم لهم تقريراً شفهياً وكتابياً عن نتائج هذه الجولات والآن قد حان الوقت لنجلس وجهاً لوجه وأجدد قولي بأننا وصلنا إلى شيء جدي ولهذا سنذهب إلى هناك......

[.......]

وسئل السيد الشرع هل سوريا الآن مستعدة للاشتراك في مؤتمر السلام وإذا لم تكن ترغب بذلك فلماذا لا......

فأجاب السيد الشرع.. نحن في سوريا ننادي بمؤتمر السلام منذ سنوات عديدة.. بالطبع نحن سنشترك في مؤتمر سلام تشارك فيه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والمجموعة الأوروبية والأمم المتحدة كل الأطراف المعنية مباشرة بالصراع ستشترك في المؤتمر بما فيها الفلسطينيون.....

وهنا سئل السيد الشرع هل سيكون التمثيل الفلسطيني مستقلاً.. فأجاب بقوله ليس لدينا اعتراضات على تمثيل فلسطيني مستقل وأريد أن أوضح هذه النقطة بأن الأمر يعود إلى الشعب الفلسطيني في تقرير من سيمثله في هذا المؤتمر.....

وسئل السيد الشرع فيما إذا كان سيعقد مؤتمر إقليمي وما هو دور الأمم المتحدة وما هي الأطراف التي ستشارك فيه فأجاب الوزير الشرع أولاً أن المؤتمر لم يعد مؤتمراً إقليمياً ولا يمكن أن نسمي مؤتمراً تشترك فيه الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي والمجموعة الأوروبية والأمم المتحدة مؤتمراً إقليمياً......

ثانياً أنه من الواضح أن مؤتمراً يتميز بهذه الطبيعة والخصائص فهو يحمل أبعاداً دولية ويجب أن يكون واضحاً للجميع منذ الآن بأننا سندعو هذا المؤتمر مؤتمر سلام وأنا قلت وعدّدت الأطراف التي ستشارك في هذا المؤتمر......

وسئل السيد الشرع.. إنكم أشرتم إلى الأطراف المعنية مباشرة فماذا عن السعودية التي لها حدود قريبة جداً مع إسرائيل.. فأجاب أن السعوديين أنفسهم أعلنوا أنهم لا يريدون المشاركة في مؤتمر كهذا وهم قالوا بأنهم ليسوا معنيين مباشرة لأنهم ليسوا دولة مواجهة حتى يشاركوا في مؤتمر السلام المعني.....

ورداً على سؤال للسيد الشرع حول الالتزامات التي ترى سوريا أنه يجب على إسرائيل تقديمها للاشتراك في مؤتمر السلام لإظهار جديتها إزاء السلام.. فأجاب.. على ضوء التصريحات التي صدرت عن إسرائيل أمس فنحن لسنا متفائلين أبداً لكنني أريد أن أؤكد لكم أن الرئيس الأسد قد قضى ما ينوف عن تسع ساعات مع السيد بيكر في سبر عميق للالتزام الأميركي والموقف الأميركي لأننا نعرف مقدماً أننا إذا أصغينا إلى الموقف الإسرائيلي فلن يكون هناك سلام في الحقيقة.. إنهم يتحدثون عن الحرب بدلاً من أن يتحدثوا عن السلام [....]

وهنا تدخل السيد بيكر قائلاً.. أود أن أضيف إلى ذلك بأن هناك درجة عالية من الاتفاق بين الأطراف حول أن الهدف من عقد مؤتمر كهذا هو تحقيق تسوية شاملة تستند إلى قراري مجلس الأمن /242/ و/338/ بحيث يحدد المرء ويقرر بالاتفاق ماذا يعني تماماً أن يتحقق السلام العظيم وهذا ما تعنيه تسوية الصراع وفق قراري مجلس الأمن /242/ و/338/ والحقيقة هي أن كل هذه الدول.. الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وغيرهما تحاول تحقيق ذلك وآمل أن يكون كل ذلك واضحاً الآن......

وسئل السيد الشرع حول ما هو تصور سوريا لدور الأمم المتحدة في هذا المؤتمر.. وهل سيكون المؤتمر لمرة واحدة أم بانعقاد دائم.. فأجاب الوزير الشرع.. سوف لن يكون لمرة واحدة بل سيكون بانعقاد دائم وسيكون للأمم المتحدة دور هام في هذا المؤتمر.....

كما سئل السيد الشرع في حالة عدم الاتفاق بين الأطراف المعنية هل ستكون الأمم المتحدة مرجعية لحل هذا الخلاف.. فأجاب السيد الشرع يجب ألا تنسى بأنه لن تكون الأمم المتحدة وحدها هناك بل أيضاً ستكون الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت عن التزامها الواضح من خلال التصريح الهام جداً الذي أعلنه الرئيس بوش أمام الكونغرس الأميركي في السادس من آذار [مارس] الماضي كما أن الأمم المتحدة التي تمتلك الملفات والقرارات منذ زمن بعيد لحل هذا الصراع يجب أن يكون لها المرجعية وبخاصة خلال المباحثات في المؤتمر......

وسئل السيد بيكر حول تصوره لدور الأمم المتحدة في المؤتمر.. فأجاب.. إحدى القضايا التي نناقشها مع الأطراف المختلفة هي ماهية دور الأمم المتحدة وسأترك الموضوع عند هذا الحد فهو لا يزال موضع بحث.....

وأضاف السيد الشرع قائلاً.. إن ما هو مهم هنا هو الهدف والهدف هو الوصول إلى تسوية شاملة وعادلة في المنطقة تستند بشكل خاص إلى قراري مجلس الأمن /242/ و/338/ ومن المفهوم جيداً أيضاً أن الشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته يجب أن يصل إلى حقوقه الوطنية.. وسوريا ملتزمة بمساعدة الشعب الفلسطيني لكي ينال حقوقه الوطنية وسواء كنا على خلاف مع منظمة التحرير الفلسطينية أم لا فإن تلك الحقوق ليس لها علاقة بالعلاقات بين سوريا ومنظمة التحرير ونحن نأمل في تأمين حقوق الشعب الفلسطيني. والشيء الآخر هو أننا حين ناقشنا صيغة المؤتمر وشكله فلأن ذلك يتعلق بالجوهر.. وإذا لم يكن له علاقة بالجوهر فالأمر لا يهمنا كثيراً. فحين نتحدث على سبيل المثال حول مؤتمر إقليمي فهذا يعني مؤتمراً يعالج مسائل تجارية أو اقتصادية أو بيئية ولكن حين نتحدث عن مؤتمر للسلام فهذا يعني تحقيق السلام في المنطقة الأمر الذي لا يخص المنطقة فحسب بل يخص المجتمع الدولي برمته.. لذلك هذا هو هدفنا من عقد هذا المؤتمر [....]

وسئل السيد بيكر.. هل ستطلبون من وزير خارجية الاتحاد السوفياتي أن يقوم باتصالات مع أطراف النزاع كما أنتم تفعلون.. فأجاب بيكر.. كما أشرت هناك اتصالات مكثفة مباشرة مع وزير الخارجية السوفياتي حول هذه الجهود وجوابنا على سؤالك هو.. أننا سنشجع بالتأكيد السوفيات على أن يكونوا على اتصال مع الأطراف وأن يلعبوا دورهم الهام الذي بمقدورهم أن يلعبوه.. في محاولة دفع الأطراف باتجاه السلام......

[.......]

 

المصدر: "البعث" (دمشق)، 25/4/1991. وقد عقد المؤتمر الصحافي في ختام زيارة بيكر لدمشق في 24/4/1991، في إطار جولته الثالثة في الشرق الأوسط.