كلمة آية الله علي خامنئي في قادة قوات لجان الثورة الإسلامية، طهران، 31/12/1990
النص الكامل: 

ليعلم الأميركيون أن تواجدهم في منطقة الخليج الفارسي والدول الإسلامية الواقعة على ضفافه أن هذا التواجد يثير السخط والاشمئزاز لدى جميع الشعوب الإسلامية وشعوب دول العالم ولا يوجد شعب أيّد هذا التواجد سواء كان قريباً أو بعيداً عن مسرح الأحداث.

ان الأميركان يتصورون أنهم قاموا بفتوحات قيّمة. إننا أدنا العدوان العراقي ضد الكويت وهذا العدوان عمل خاطئ ويخطئ من يدافع عنه.

ان العدوان في الخليج الفارسي أمر ممنوع وان أي تجبر أو غطرسة أو عنجهية مرفوضة.. ان الجهة التي يحق لها تطبيق هذا المنع هي شعوب المنطقة ذاتها وإذا كانت دول المنطقة تعتمد على شعوبها فإنها يمكنها من تحقيق الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة.. إننا قادرون على تنفيذ ذلك.

إن هناك نغمة ترددت على المسامع في الماضي القريب على لسان الأميركيين وأُنكرت بعدها واليوم تتردد مجدداً هذه النغمة القائلة انهم باقون وانه بصدد تأجير المكان الفلاني لـ 99 عاماً ولإقامة نظام أمني جديد في الخليج الفارسي.. ليعلم الأميركان وحلفاؤهم ان شعوب المنطقة ستحطم أرجل المعتدين فرداً فرداً.. وهل تسمح شعوب المنطقة أن تأتي أميركا إلى هنا تحت غطاء الحفاظ على أمن بلد ما أو منطقة خاصة وتمارس دور الشرطي وتبغي بعدها إنشاء موقع عسكري في المنطقة ما هذا الهراء.

إن أي دولة تسمح بتحقيق هذا الأمر فإن شعب تلك الدولة سيطيح بحكومته. لقد جرب الأميركان وأدركوا أن التجهيزات العسكرية والقنابل النووية في مواجهة الشعوب وإرادتها الصلبة هي وسائل بدائية وتفتقر إلى الفاعلية. ويمكن أن تثير خشية الحكومات أو الجيوش إلا أن الشعوب ليست هكذا على الإطلاق.

لو عارضت شعوب المنطقة بقاء أميركا في السواحل العربية للخليج الفارسي فمن يجرؤ حينها أن يبقى هناك فهل يستطيعون حقاً البقاء وهل ندعهم يبقون انني أعلن ان الشعوب والشخصيات التي أدانت العدوان العراقي على الكويت وكان واجب عليها ان تقوم بذلك تعتبر بقاء الأميركيين في أي بقعة من المنطقة عدواناً سافراً يعادل عشرة أمثال العدوان العراقي ضد الكويت وتدين ذلك وستتصدى له.

 

المصدر:

"كيهان العربي" (طهران)، العدد 2128، 5/1/1991، ص 1، 3.