ألون. "في مخططات الحرب: مسائل في شؤون الأمن" (بالعبرية)
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

في مخططات الحرب: مسائل في شؤون الأمن (بالعبرية)

يغآل آلون. تل أبيب: الكيبوتس الموحد، 1990. 

 

اقترن اسم يغآل آلون بمشروع حل وسط إقليمي للضفة الغربية وضعه في تموز/يوليو 1967، بعد بضعة أسابيع من انتهاء حرب الأيام الستة. والمشروع الذي انطلق فيه آلون من فكرة أن خطوط الهدنة لسنة 1949 لا تشكل حدوداً آمنة لإسرائيل ولذلك فإن عودتها إليها تشكل خطراً على وجودها، كان عملياً مشروع عمل مقترحاً لاستيعاب المناطق المحتلة بحجة ضمان خريطة أمنية أفضل وحدود أرحب وأقل عرضة للعدوان. فقد اعتبر آلون نفسه الأجدر لطرق هذا الباب فور انتهاء الحرب التوسعية الخاطفة وصوغ مشروع حدود إسرائيل الآمنة لزمن السلم، لأنه -  كما قال فيه رفيقه يتسحاق رابين – الرجل الذي حدد أكثر من أي قيادي إسرائيلي آخر في حرب 1948، حدود دولة إسرائيل وخطوط الهدنة سنة 1949.

وكتاب "في مخططات الحرب" عبارة عن نصوص لأقوال وكتابات ليغآل آلون في المسائل السياسية والعسكرية ذات الصلة بمشكلات إسرائيل الأمنية التي تعاطاها طوال ثلاثين عاماً من العمل العسكري والسياسي، إنْ كقائد عسكري أو كعضو كنيست ولجان أمنية وسياسية مختلفة أو كعضو في حكومات إسرائيل.

وهذا الكتاب الذي حرره تسافيكا درور، يوثق ليغآل آلون كواحد من أركان حركة العمل الصهيونية، ليصدر بمناسبة مرور عشرة أعوام على وفاته. والنصوص المختارة، وبعضها يُنشر أول مرة، تعطي الحيّز الأكبر في هذا العمل التوثيقي لمرحلة حرب 1948 حتى توقيع اتفاقات الهدنة سنة 1949، والتي تشكل القسم الأول من الكتاب؛ ولموضوع تطور العقيدة العسكرية – السياسية الإسرائيلية، عبر الحروب التي خاضتها إسرائيل مع العرب، والذي يشكل القسم الثالث والأخير منه. وتغطي النصوص المختارة الفترة الممتدة من مرحلة الصراع السابقة لحرب 1948 حتى حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، مروراً بحرب 1948 وحرب 1956 وحرب حزيران/يونيو 1967 وحرب الاستنزاف التي تلتها. وقد استثنيت من هذا السياق عملية الليطاني ضد لبنان سنة 1978، وخُصصت لها فقرتان هزيلتان في القسم الثاني من الكتاب الذي تعالج نصوصه مسائل أمنية تعاطاها آلون، ومنها مكافحة المقاومة الفلسطينية في الجنوب اللبناني. وفي أحد هذه النصوص، وهو بتاريخ 3 أيلول/سبتمبر 1978، يشير آلون إلى نية إسرائيل الاحتفاظ بسيطرتها على الجيب الحدودي داخل الأراضي اللبنانية (الحزام الأمني الأوسع اليوم)، فيقول:

"ملاحظة قصيرة فيما يتعلق بالجنوب اللبناني. هناك فارق بين الجنوب اللبناني والشمال اللبناني. ففي الجنوب نتحدث عن ثلاثة جيوب: إثنين مسيحيين، الأول في الشرق (في منطقة المطلة) والثاني في الغرب (في منطقة رأس الناقورة)؛ والثالث شيعي في الوسط. وتشكل هذه الجيوب تواصلاً جغرافياً واحداً. ونحن معنيون، كما هؤلاء الذين يعيشون فيها مسيحيين كانوا أو مسلمين – شيعة، معنيون بالعيش من خلال الاعتماد على إسرائيل اقتصادياً وأمنياً. وكان هذا هو السبب في أننا أيّدنا تعنت أفراد [الرائد سعد] حداد وعدم سماحهم لكتيبة من الجيش اللبناني بمتابعة سيرها عبر الجيب، لأن النية من وراء تقدمها كانت إظهار 'أن الجيب ليس جيباً'، وربما تصفيته في أثناء عبور الكتيبة. هذا، في الوقت الذي يمكن للكتيبة التي كانت وجهتها بلدة تبنين أن تصل إلى هدفها عبر طرق أخرى.

"في المرحلة الأولى، بدا أن العالم كله قد توحّد ضد حداد وضدنا. لكن حداد عاند ونحن عاندنا، وكانت الأدوار موزعة كالتالي: هو قال ما كان يجب أن يقوله؛ ونحن قلنا ما كان يجب أن نقوله. والحقيقة هي أن الكتيبة اللبنانية تداعت نسبياً، لأن الجيب موجود. وفي رأيي، أن إحدى حججنا السياسية يجب أن تكون الحجة التالية: ما دامت م. ت. ف. تسيطر على المناطق في منطقة صور، وما دام السوريون يسيطرون على وسط لبنان، فلا يوجد أي سبب للتخلي عن هذه الجيوب. ففي غمرة هذا الجيشان، يوجد مكان للجيوب أيضاً."

لكن قلة النصوص التي خُصصت لموضوع لبنان وضحالتها تخيبان أمل الباحث، فلا يُشبع نهمه في معرفة المزيد عن خفايا صلة إسرائيل بأحداث لبنان ومقاصدها إزاءه، على الرغم من أن يغآل آلون كان حتى وفاته سنة 1980، يتولى رئاسة لجنة فرعية لشؤون لبنان تابعة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي. فبدت الغاية من اختيار نصوص أقوال لآلون عن لبنان، الغارق في حرب دامية، كتم المهم ونشر ما يلامس الموضوع ملامسة سطحية.