شاليف. "الانتفاضة: الدوافع، والخصائص، والانعكاسات" (بالعبرية)
الكتاب المراجع
النص الكامل: 

الانتفاضة:

الدوافع، والخصائص، والانعكاسات (بالعبرية)

بقلم آرييه شاليف. تل أبيب:

مركز الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب، ١٩٩٠.

 

سعى آرييه شاليف في دراسته الجديدة عن الانتفاضة للإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي الدوافع التي أدت إلى الانتفاضة، وما هي قدرتها على الاستمرار؟ ما هي حدود نجاحها، وما أسباب ذلك؟ هل يمكن القضاء على العنف باستخدام القوة العسكرية؟ وما هي إمكانات البدء بمسار سياسي على أساس المبادرة السياسية التي طرحتها إسرائيل؟

عبر عملية رصد دقيق ومتأن لأحداث الانتفاضة، عرض شاليف الدوافع الأساسية والظرفية التي كانت وراءها، متوقفًا عند المفاجأة التي طبعت بصورة عامة ردة الفعل الإسرائيلية على ما يحدث. ثم عمد إلى مقابلة الانتفاضة بنماذج من التاريخ، مثل الثورة الكبرى سنة ١٩٣٦، وحرب الاستقلال في الجزائر، لينتقل بعد ذلك إلى تحليل خصائص النضال الذي يخوضه الفلسطينيون، من أعمال العنف إلى العصيان المدني، وكيفية مواجهة الجيش الإسرائيلي لهذا كله. وقد خصص المؤلف الفصل الخامس من كتابه لدراسة انعكاسات الانتفاضة على مختلف الصعد، بالإضافة إلى انعكاساتها الاستراتيجية في المستقبل.

يعتبر المؤلف الانتفاضة حرب استقلال يخوضها الفلسطينيون ضد إسرائيل. لكنَّه، من جهة أخرى، يتمسك بالفرضية القائلة إنَّ أحدًا من طرفي النزاع لا يستطيع فرض إرادته بالقوة على الطرف الآخر؛ فالفلسطينيون غير قادرين برشق الحجارة وزجاجات المولوتوف على إرغام إسرائيل على الانسحاب من المناطق؛ وفي المقابل، فإنَّ إسرائيل غير قادرة باستخدام القوة العسكرية على التوصل إلى وقف العنف. من هنا فإنَّ الصراع، في تقدير شاليف، سيستمر والمخرج الوحيد مخرج سياسي، وهو البدء بمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين من أجل التوصل إلى تسوية جزئية في مرحلة أولى، وإلى تسوية دائمة في مرحلة لاحقة.

تمتاز دراسة شاليف من سواها من الدراسات التي ظهرت حتى الآن باللغة العبرية، بالأسلوب المنهجي الأكاديمي الذي اتبعه المؤلف، وهو ما أعطى الكتاب بعدًا تحليليًا وجعله يختلف، من حيث العمق والدقة، عن الكتاب الذي صدر مؤخرًا عن الانتفاضة لزئيف شيف وإيهود يعري الذي، على الرغم من المعلومات التي اشتمل عليها، فإنَّه نحا منحى الكتابة الصحافية ذات الأسلوب الريبورتاجي.

ولقد استفاد المؤلف من كونه شغل سابقًا منصب قائد منطقة "يهودا والسامرة" خلال السنوات ١٩٧٤ – ١٩٧٦. فهو، في تقصيه للانتفاضة، يعود إلى بداية الاحتلال. فيورد في ملاحق الكتاب التي تضمنت ٢٤ جدولًا وملحقًا، جداول بعمليات "خرق النظام" في الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ سنة ١٩٦٧ حتى بداية أحداث الانتفاضة. ويتبع ذلك بجداول عن أعمال العنف التي وقعت خلال الانتفاضة، ولوائح بعدد القتلى والجرحى من الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى لوائح بعدد المعتقلين والمبعدين. ويشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أنَّه لم يعتمد في جمعه للمعطيات والأرقام على الناطق الرسمي للجيش الإسرائيلي فقط، بل عاد أيضًا إلى مصادر فلسطينية، وكان يقابل بين أرقام المصدرين من أجل الوصول إلى خلاصة متوازنة. أما بالنسبة إلى عمليات "خرق النظام"، فيعترف بأنَّ ضخامة عددها يجعل من المستحيل إعطاء أرقام دقيقة عنها، لذا فهو يكتفي بالإشارة إلى اتجاه الأحداث العام، في محاولة لرسم صورة شاملة للوضع واتجاهاته الرئيسية.

إلى جانب هذا، تضمن الكتاب عددًا من الوثائق السياسية نذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر: مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك، ومبادرة شولتس، وخطة رابين، وخطة شمير، والخطة السياسية للحكومة الإسرائيلية.