وثائق مؤتمر مدريد كلمات ممثلي الوفود كلمة رئيس الوزراء الإسباني فيليب غونزاليس، مدريد، 30/10/1991
النص الكامل: 

[.......]

لقد مُنحنا الشرف والمسؤولية باستضافة مؤتمر السلام للشرق الأوسط هذا في بلدنا [....] ولقد عرفت إسبانيا، عبر تاريخها الطويل، ثمرات التعايش والتسامح والسلام بين الثقافات الثلاث الموجودة هنا اليوم. [...] كما ذاقت الطعم المر لنتائج الصدام.

وفي الأعوام الأخيرة انغمس بلدنا في عملية مزدوجة من الانفتاح الداخلي والخارجي، وحاولنا الخروج من العزلة والنهوض بالمسؤوليات التي ألقاها على عاتقنا التاريخ والجغرافيا وإدراكنا أننا نعيش في عالم يتغير كل يوم. [...]

وكنا دوماً نتساءل عما إذا كان يمكن أن تتكرر الأوضاع التي جعلت التعايش المثمر ممكناً ذات يوم؟ [...]

[...] واليوم نتأمل في هذا الواقع الجديد. فاللذان يرعيان المؤتمر رعاية مشتركة هما هذان الرجلان، الرئيس بوش والرئيس غورباتشوف، اللذان كانا إلى الأمس زعيمي كتلتين تواجه كل منهما الأخرى عقائدياً وعسكرياً، واللذان يمثلان اليوم رمز السعي لعلاقات دولية تتسم بأسلحة أقل وسلام أكثر، وصدامات أقل وتعاون أكثر، وعنف أقل واحترام أكثر لحقوق الأفراد والأمم.

ومن الحيوي أن نتذكر جهود الكثيرين من البشر الذين عملوا لأعوام من أجل هذا الحوار الذي يبدأ اليوم. وعلى مدى الأشهر الأخيرة، وفي إطار من التعاون الذي حل محل المواجهة، فإنه يجدر بنا أن نسلط الأضواء على الجهود المنسقة لوزير خارجية الولايات المتحدة ووزير الخارجية السوفياتي. [...]

سينصت العالم كله إلى ما يدور الحديث عنه هنا، وما يتم إبداؤه من إرادة. وهنا أمل يجب ألا يُحبط.

ونحن مدركون تعقيدات العملية، لكننا كإسبان نعرف أن التعاون بين الثقافات، وتوحيد الجهود الجماعية، يمكن أن يولدا تعايشاً سلمياً. فالسلام هو الشرط الأساسي. [...]

ونحن على أعتاب سنة 1992 [...] التي تحفل بالأمل لنا جميعاً، نود نحن الإسبان أن نواصل العمل معكم لإحلال سلام مستقر يقوم على العدل، ويمكن أن يدوم.

ونحن، باستقبالنا إياكم في بلدنا، نناشد فيكم الكرم أن تقيموا السلام. وأسألكم، آخذاً في الاعتبار صداقتكم مع إسبانيا، أن تلتمسوا العذر لما هو حتمي من تعذر الكمال، وقد كان علينا أن ننظم هذا اللقاء في صراع مع الزمن.

[...] وإذا كان السلام ممكناً، فكل جهد يستحق أن يبذل.

وقد عملنا، وسنستمر في عمل كل ما نستطيع من أجل تسهيل الأمور عليكم.

أهلاً بكم في مدريد، وأهلاً بكم في إسبانيا التي أصبحت اليوم، بوجودكم، عاصمة السلام والأمل ووطنهما.

 

المصدر: من وثائق المؤتمر.