مع حسين والفلسطينيين
كلمات مفتاحية: 
العلاقات الإسرائيلية – الأردنية
معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية 1994
عملية السلام
اتفاق أوسلو 1993
نبذة مختصرة: 

مقالة المحلل السياسي يولْس يؤكد فيها أن الاتفاق الأردني – الإسرائيلي لا يمكن اعتباره نجاحاً لمدرسة الخيار الأردني، بل هو خطوة على طريق تنفيذ السلام الشامل، وجميع الأطراف المعنية تعرف أن السيادة الأردنية لن تعود إلى المناطق التي شملها اتفاق أوسلو.

النص الكامل: 

 

[.......]

إن التقارب المتجدد بيننا وبين الأردن مرغوب فيه من النواحي كافة. لكن لا يمكن الاستمرار في وصفه نجاحاً لتلك المدرسة بين الجمهور اليهودي في إسرائيل، التي كانت تدعو إلى "الخيار الأردني" خلال 27 عاماً من الاحتلال. إن استعداد الملك حسين للاجتماع في واشنطن، بناء على دعوة الرئيس الأميركي، إلى رئيس حكومة إسرائيل، والإعلان رسمياً عن إنهاء حالة الحرب بين الدولتين، لا يمكن اعتبارهما تعبيراً عن رغبة إسرائيل في تفضيل الحكم الهاشمي للشعب الفلسطيني، بدلاً من قيادة م. ت. ف. بل إنهما خطوة مهمة على طريق تنفيذ مسار السلام الذي ينبغي أن يشمل، انطلاقاً من مؤتمر مدريد قبل نحو عامين ونصف العام، الفلسطينيين والأردن وسوريا ولبنان جميعاً وسوية.

هناك إنجاز إسرائيلي كامن في حقيقة أن حسين قرر، بعد تردد طويل، الانخراط في هذا المسار. لكن لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إلى سنة 1967. والسيادة الأردنية لن تعود إلى المناطق التي يشملها اتفاق أوسلو ويجعلها موضوعاُ للمفاوضات بشأن حل موقت، ثم دائم، بين إسرائيل وممثلي الشعب الفلسطيني، والملك الأردني يعرف ذلك لا أقل من  ياسر عرفات ويتسحاق رابين وشمعون بيرس وباقي الوزراء في حكومة إسرائيل.

... سيصعب على الملك التخلص كلياً من طموحاته التي ورثها عن جده. وعلى الرغم من أنه تنازل عنها رسمياً قبل نحو ستة أعوام، فإنه يسعى للحصول على دفع مميز بالنسبة إلى الحرم الشريف، ولهذا فإنه يصطدم بياسر عرفات.

... من المفيد أن نتذكر أن عبد الله، بعد أن دخل القدس الشرقية سنة 1948، امتنع من نقل عاصمة الأردن من عمان إلى القدس. لكن ياسر عرفات لا يتوقف عن الحديث عن القدس باعتبارها عاصمة لفلسطين. ويبدو أنه سيكون من الأسهل التوصل إلى تفاهم مع حسين، بدلاً من رئيس م. ت. ف.، بشأن السيطرة الإسرائيلية على المدينة غير المقسمة كعاصمة لإسرائيل. لكن علينا أن ننفذ اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين... بنواحيه كافة، ووفق الجداول الزمنية التي يتضمنها.

لقد غفرت إسرائيل لعبد الله اشتراكه في الحرب ضدنا سنة 1948. كما غفرت لحسين خطأه الأكبر سنة 1967. لكن علينا أن نستمر في سعينا للوصول إلى تسوية مع الفلسطينيين، في الوقت الذي ندير المفاوضات مع الأردن.

 

المصدر: "هآرتس"، 29/7/1994.