من الألطف مع الملك، لكن
كلمات مفتاحية: 
العلاقات الإسرائيلية – الأردنية
معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية 1994
عملية السلام
المفاوضات السورية - الإسرائيلية
نبذة مختصرة: 

مقالة لعضو الكنيست من حزب العمل ياعيل دايان تقول فيها إن الاتفاق الأردني – الإسرائيلي مهم، لكن المشكلات الحقيقية والضاغطة ليست تلك القائمة بين الأردن وإسرائيل؛ إذ إن "نهاية الحروب ومستقبل أولادنا والأمن والسلام سنؤمها في اتفاق مع دمشق".

النص الكامل: 

[.......]

إن الاختراق الرئيسي والصعب والحاسم (حتى الاتفاق مع سوريا) تمثل في الاعتراف بـ م. ت. ف. وفي عودة عرفات إلى غزة. ومن دون أوسلو والقاهرة وغزة – أريحا، ما كنا سنحظى بتلك اللحظات من الراحة والبركة في عين عفرونه وواشنطن. إن المشكلات الحقيقية والصعبة والضاغطة لا تتعلق بالتنازل عن بعض الدونمات من الأراضي في عربة أو إعادة توزيع المياه [بين إسرائيل والأردن]. إنها مشكلات أُخرى، مصيرية بالنسبة إلى الفلسطينيين: الاعتراف بهم كشعب؛ إنهاء الاحتلال؛ تقرير المصير؛ وطن قومي، ومبدئية بالنسبة إلينا: إخلاء مستوطنات؛ رسم حدود دائمة؛ الأمن من الإرهاب؛ اتفاقات موقتة؛ معتقلون؛ متعاونون؛ تبعية اقتصادية.

إن لب النزاع، بتعريفه كنزاع استراتيجي، كامن في الشمال الشرقي. لكن لب النزاع القومي والعاطفي والأساسي موجود بين النهر والبحر. ليس هنالك خلاف بشأن اليد الممدودة إلى ما وراء نهر الأردن. ومن الألطف مع الملك، لأنه يحظى بالإجماع. وهذا يمنحنا فترة للتهدئة في خضم التمزق والانقسامات والعنف. إن من يقول "لماذا كنتم مضطرين إلى الركض نحو عرفات. كان من الممكن انتظار حسين" لا يعرف عما يتحدث. فحتى عندما مثَّل حسين، من دون رغبة كبيرة، الفلسطينيين في الضفة، لم يخطر في بالنا إنهاء الاحتلال، بل أقمنا المستوطنات وسعينا لخلق وضع غير قابل للتغيير.

وعندما أدرك الملك ذلك و"تخلص" من القضية الفلسطينية، منحنا في الوقت نفسه خيار م. ت. ف. كخيار وحيد، مع الإرهاب ومذاق الاحتلال المخيف، لكن أيضاً مع ضرورة إيجاد حل مباشر، شامل وحقيقي، من دون الحاجة إلى الدوران حول معادلات بلاط هاشمي.

من الألطف مع الملك. سنشعر بالسرور عندما نزور البتراء أو نشرب الشاي مع الملكة نور. والحفل في واشنطن كان مثيراً للمشاعر ومهماً. شكراً للرئيس والملك ورئيس الحكومة. لكن نهاية الحروب ومستقبل أولادنا والأمن والسلام، كل ذلك، سنؤمّنه في اتفاق مع دمشق، كتتمة للترتيبات في الضفة والقطاع، وفي إخلاء الخليل ونابلس ورام الله. وكلها على هذه الضفة من الأردن.

 

المصدر: "معاريف"، 29/7/1994.

السيرة الشخصية: 

ياعيل دايان: عضو في الكنيست.